باستعدادات ضخمة شملت كل مناطق البلاد، وخصصت لها تكاليف باذخة، تسعى حركة النهضة الإخوانية إلى حشد أنصارها في مسيرة تنظم غداً وسط العاصمة التونسية. 

وتراهن الحركة على أن تجعل من المسيرة رسالة لإقناع حلفائها بأن لا تزال قادرة على تحريك الشارع بعد التراجع الكبير لشعبيتها وشعبية رئيس راشد الغنوشي، أمام الصعود الصاروخي للحزب الدستوري الحر بزعامة عبير موسي. 

وقال رئيس مجلس شورى الحركة عبد الكريم الهاروني، إن الهدف من المسيرة هو الرد على الدعوة إلى حل البرلمان أو إلى نزع الثقة من رئيسه راشد الغنوشي. 

كما تحاول النهضة تقديم مسيرة اليوم على أنها تأتي لدعم رئيس الحكومة ضد مواقف الرئيس قيس سعيّد الذي لا يزال يرفض استقبال الوزراء الجدد لتأدية اليمين الدستورية أمامه رغم مرور شهر كامل على نيلهم ثقة البرلمان. 

ويرى المراقبون أن الجماعة الإخوانية في تونس تعمل على توجيه رسالة إلى الخارج وخاصة إلى العواصم الغربية بأنها تحظى بدعم شعبي، مشيرين إلى أن تخصيص عشرات الحافلات والمئات من سيارات الأجرة لنقل المتظاهرين من كافة مناطق البلاد، وخاصة من المناطق البعيدة عن العاصمة، ومحاولة تأجير قطار لذلك، تبين أن الحركة لا تمتلك غير عشرات الآلاف من بين شعب يبلغ تعداده 12 مليون نسمة.

وكانت الشركة التونسية للسكك الحديدية أعلنت أنها رفضت طلباً من الحركة لتأجيرها قطاراً لنقل أنصارها من مدينة قابس (جنوب شرق) إلى العاصمة.

ويضيف المراقبون أن شعارات دينية وسياسية تم استخدامها لحشد المتظاهرين من بينها «إن لم تشارك فأنت تخذل دينك»، مبرزين أن حركة النهضة فقدت المتعاطفين معها، ولم يبقَ لها إلا أتباعها العقائديون المرتبطون بفكر جماعة الإخوان.