ينتظر استضافة السويد وسويسرا مؤتمراً افتراضياً للمانحين خاصاً بدعم الاحتياجات الإنسانية في اليمن، والذي سبقته دولة الإمارات بإعلان التزامها تقديم 844 مليون درهم «230 مليون دولار»، دعماً إضافياً للمساعدة على تمويل البرامج الدولية التي تلبي الاحتياجات الطبية والغذائية في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، أنّ دولة الإمارات قدمت مساعدات تجاوزت 6 مليارات دولار لليمن منذ 2015، ركّزت بشكل رئيس على دعم الوضع الإنساني، فضلاً عن تقديم الخدمات العامة لضمان استمرار التعليم في المدارس والبرامج الطبية والخدمات الحيوية كالطاقة والنقل، إلى جانب أنّ دولة الإمارات كانت أحد أكبر المساهمين الدوليين في دعم اليمن لمواجهة جائحة كورونا. وأضافت معاليها، إنّ دولة الإمارات أرسلت منذ بدء انتشار الجائحة مساعدات بلغت 122 طناً من المستلزمات والإمدادات الطبية، لتعزيز جهود نحو 122 ألفاً من العاملين في الرعاية الصحية على احتواء فيروس كورونا، فضلاً عن تقديم الغذاء والمكملات الغذائية المعززة للصحة من خلال برنامج الأغذية العالمي، ودعم القطاعات الأخرى مثل التعليم والصحة والمياه.
وبلغت المساعدات الإماراتية لليمن من أبريل 2015 إلى فبراير 2020، أكثر من 22 مليار درهم شملت تأهيل المدارس والمستشفيات، وتأمين الطاقة، وإعادة بناء المطارات والموانئ، ومد الطرق وبناء المساكن، وغيرها من المشاريع التي بلغت حد تأمين مصادر الرزق لشرائح متعددة من الشعب اليمني مثل الأرامل والأيتام وأصحاب الهمم.
وشهدت الفترة ذاتها تعاوناً وشراكة إماراتية مع المنظمات الأممية والإنسانية العالمية، لضمان توحيد الجهود للوصول إلى مختلف الشرائح الاجتماعية، وكان من أبرز المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب اليمني، مساعدات لدعم البرامج العامة بقيمة 10.83 مليارات درهم «2.95 مليار دولار»، وخاصة توفير التمويل لتشغيل الخدمات التي تهم قطاعاً عريضاً من السكان في مجالات الصحة والتعليم، كما تضمنت المساعدات حملات الإغاثة الإنسانية لتقديم المساعدات الغذائية للنازحين وبناء 1000 منزل عقب الفيضانات والسيول في حضرموت.
أولوية
واحتل دعم قطاع الصحة أولوية لدولة الإمارات، إذ بلغت قيمة المساعدات للقطاع 2.37 مليار درهم، والتي ساهمت في تخفيف حدة النقص في الخدمات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية من خلال إعادة بناء وصيانة أكثر من 110 مستشفيات وعيادات وتزويدها الأجهزة الطبية الحديثة وتولي تكاليف العمليات الجراحية، ومنها بناء مركز للجراحات، ومركز لغسيل الكلى، ومركز للولادة، ومركزين لأصحاب الهمم وعيادات متنقلة، وإعادة تأهيل وتجهيز مستشفى الجمهورية في عدن ورفع الطاقة الاستيعابية للمستشفى، وتعزيز مستوى خدماته العلاجية من جميع التخصصات.
ترميم وتأهيل
وأعادت الإمارات تأهيل وترميم مستشفى المخا وسبعة مراكز صحية، ومركز الزهاري في مديرية المخا، ومركزي أبو زهر وقطايا في الخوخة، ومراكز البهادر والجريبة، والطائف في الدريهمي، فضلاً عن مركز المتينة في مديرية التحيتا وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لـ10 مراكز طبية، ودفع رواتب الكادر الطبي. وافتتحت الإمارات، مبنى الوحدة الصحية بمنطقة الغيظة والمركز الصحي بربوة خلف في حضرموت ومستشفى عتق المركزي في شبوة، ووفرت 77 سيارة إسعاف، وتسيير 12 دفعة من السفن والطائرات حملت أدوية ومعدات طبية بآلاف من الأطنان، فيما بلغ عدد الذين تلقوا العلاج بدعم إماراتي 11.4 مليون نسمة، وحصل 14.8 مليون شخص على استشارة طبية وتلقى 13 مليوناً التحصينات من الأمراض، في حين بلغ المستفيدون من برامج الارتقاء بالخدمات الطبية 3.5 ملايين. وتكفلت الإمارات، بعلاج مئات اليمنيين في مستشفيات الدولة ومصر والسودان والهند والأردن.
دور محوري
وتحركت دولة الإمارات بفعالية عالية لمكافحة الأمراض والأوبئة السارية، ولعبت دوراً محورياً في مواجهة وباء الكوليرا والحد من انتشاره، بإطلاق حملة لمكافحة الكوليرا، وإرسال سفينتين بأدوية مكافحة الكوليرا، وتزويد وزارة الصحة عشرات المركبات المجهزة لإشراكها في عمليات التطعيم ليبلغ عدد المستفيدين من حملات التطعيم 18 مليون شخص، كما قدمت الإمارات دعماً مشتركاً مع المملكة العربية السعودية بقيمة 145 مليون دولار.
دعم تعليم
ساهمت دولة الإمارات في عودة العملية التعليمية إلى وضعها السابق عقب تعرض معظم المدارس والمرافق التربوية للتدمير من قبل ميليشيا الحوثي، إذ قدمت دولة الإمارات مساعدات بـ294 مليون درهم «80 مليون دولار». وبلغ إجمالي المنشآت التعليمية التي تم تأهيلها وترميمها 360 منشأة تعليمية، كما وفرت الزي المدرسي لـ120 ألف طالب وطالبة، وحقائب مجهزة لـ85 ألفاً و51 طالباً وطالبة، فيما بلغ عدد الطلاب المستفيدين من المساعدات في قطاع التعليم ما يقارب مليوني طالب.