تكشفت جوانب من صور التنكيل التي يتعرض لها اللاجئون الأفارقة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي. والتي كان آخرها إحراق العشرات منهم داخل أحد سجونها في صنعاء، وكيف استخدمتهم لابتزاز المنظمات الدولية.
ووفق مصادر عاملة في الجوانب الحقوقية تحدثت إليها «البيان» فإن ميليشيا الحوثي تنفذ منذ عام حملة اعتقالات طالت الآلاف من اللاجئين الأفارقة، في كل مناطق سيطرتها، وبعد فرزهم تقوم بعرض على المسلمين منهم الالتحاق بدورات طائفية متطرفة، ومن ثم الدخول في معسكرات للتدريب على القتال وإرسالهم إلى الجبهات ومنحهم إقامة ورواتب شهرية وتموينات غذائية من المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة، ومن يرفض ذلك يترك في السجن إلى حين دفعه مبالغ فدية.
وحسب المصادر فإن مسؤولي الميليشيا طالبوا من المحتجزين دفع مبالغ فدية تصل إلى خمسة آلاف ريال سعودي مقابل إطلاق سراحهم والسماح لهم بالذهاب إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، ومن يرفض ذلك يظل في السجن ويفرض عليه الترحيل إلى بلاده، حيث تضغط الميليشيا على منظمة الهجرة الدولية على إعادتهم إلى بلدانهم.
وقال أحد اللاجئين الأفارقة واسمه علي كان قد أفرج عنه من هذا السجن لـ«البيان» إن قصصاً مأسوية يتعرض لها اللاجئون الأفارقة في سجون ميليشيا الحوثي، إذا لم يدفعوا مبالغ الفدية، وقال إن أسرته وأقاربه دفعوا مبلغ الفدية وقدره خمسة آلاف ريال سعودي وسمح لهم بالمغادرة إلى مدينة عدن.
ويضيف: "اعتقلت في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء ونقلت إلى السجن في صنعاء حيث أمضيت هناك ستة أشهر تعرضت خلالها للتعذيب، قبل أن يتبرع أهلي وأصدقائي بمبلغ الفدية وبلغة عربية ركيكة يقول من لا يستطيع دفع المال يموت، موضحاً أن هناك معتقلات، الكثير منهن من تعرضن للتعذيب. وأضاف أن دور المنظمات الدولية يقتصر على تزويدهم بالطعام واللباس أحياناً.
وفي تفاصيل المحرقة التي ارتكبتها الميليشيا ذكرت مصادر حقوقية أن عدداً كبيراً من المهاجرين المحتجزين لدى ميليشيا الحوثي بصنعاء نفذوا إضراباً عن الطعام احتجاجاً على سوء معاملتهم واحتجازهم التعسفي، حيث كان الحراس يساومونهم بين دفع الفدية مقابل الإفراج عنهم، إلا أن معظمهم لا يمتلكون أي أموال ولهذا مضى على بعضهم عام كامل في الحجز الذي يفتقر لأدنى المعايير الإنسانية.
وذكرت هذه المصادر أن مسلحي ميليشيا الحوثي استخدموا القوة لإنهاء إضراب اللاجئين، وحدث شجار بالأيدي بين بعض اللاجئين وعناصر الميليشيا التي طلبت تعزيزات وأغلقت أبواب الحجز وملحقاته ثم قاموا بإلقاء القنابل الحارقة والدخانية من النوافذ إلى داخل الحجز فنشب حريق كبير.