على خلاف المواقف العربية والدولية المرحبة، قابلت ميليشيا الحوثي مبادرة السلام التي اقترحتها المملكة العربية السعودية، بالمراوغة سياسياً ورفض لقاء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، وحشد المزيد من المقاتلين إلى محافظة مأرب.

ومع مرور أيام على مبادرة السلام السعودية بشأن وقف القتال وإعادة فتح مطار صنعاء، وتخفيف القيود على دخول السفن ميناء الحديدة، والسماح بدخول أربع منها تحمل مشتقات نفطية، إلا أن ميليشيا الحوثي واصلت المراوغة في تحديد موقفها من هذه المبادرة التي قوبلت بترحيب إقليمي ودولي واسع.

وأعلن ناطق الميليشيا رفضهم لقاء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بحجة أن اللقاءات لا تتم إلا بغرض تقديم إحاطة إلى مجلس الأمن، لكنه أبدى استعدادهم للقاء المبعوث الأمريكي الخاص باليمن، لمناقشة المقترحات المتعلقة بالسلام.

مراوغة

هذه المراوغة المعتادة من ميليشيا الحوثي هدفها امتصاص النقمة الشعبية عليهم بسبب عرقلتهم اتفاق وقف الحرب، حيث أظهر اليمنيون في مناطق سيطرتها دعمهم للمبادرة السعودية وطالبوا علناً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال وسائل الإعلام بالقبول بهذه المبادرة، ووضع حد لمعاناتهم جراء استمرار القتال، وهذا جعل الميليشيا غير قادرة على الرفض، لأنها لا تملك قرارها السياسي.

وفي حين جندت عناصرها والعاملين في شركتي النفط والغاز وألزمتهم بعمل حسابات شخصية في مواقع التواصل الاجتماعي والمشاركة في حملات إلكترونية لضرب أي مبادرة للسلام، فإن قرار الحكومة الشرعية السماح بدخول خمس من السفن التي تحمل مشتقات نفطية رغم قيام الميليشيا بنهب 50 ملياراً من عائدات الرسوم الجمركية الخاصة بالمشتقات النفطية والمخصصة لتغطية رواتب الموظفين، زاد من العزلة التي تعيشها الميليشيا وضاعف من النقمة الشعبية على موقفها المتمسك بالتصعيد ورفض الحلول.

تجنيد

وواصلت الميليشيا إرسال المزيد من المقاتلين والأسلحة إلى غرب محافظة مأرب استعداداً لمحاولة جديدة لغزو المحافظة وتجاوز خطوط الدفاع عن عاصمتها بعد شهرين على الهجمات المتواصلة التي نفذتها وخسرت خلالها آلاف القتلى دون أن تحقق تقدماً وأكدت مصادر أن حشود الميليشيا القادمة من اتجاه صنعاء متواصلة طوال الأيام الأخيرة، مسنودة بترسانة الأسلحة التي استولت عليها الميليشيا من مخازن الجيش.

مفاوضات

دعت وزارة الخارجية الأمريكية جميع الأطراف في اليمن إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل حل الأزمة اليمنية.

وطالبت جميع الأطراف في اليمن باتخاذ خطوات إضافية، مرحبة بالسماح بدخول 4 سفن محملة بالمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.

وكانت السعودية طرحت مبادرة سلام جديدة وتشمل وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد، مشددة على أن وقف إطلاق النار سيبدأ بمجرد موافقة الحوثيين على المبادرة.