دخل الهجوم الذي تشنه ميليشيا الحوثي على محافظة مأرب شهره الرابع، دون أن تحقق الحشود الكبيرة التي سيّرتها الميليشيا نحو المحافظة التي تأوي مليوني نازح أي اختراق فعلي، لكنه يعكس انهيار قواها في ظل إصرارها على موقفها الرافض للسلام والمتمسك بالتصعيد في وجه أي خطوة لوضع حد لمعاناة ملايين اليمنيين جراء استمرار القتال.

الرسائل الإقليمية والدولية الداعمة لمبادرة السعودية بشأن وقف الحرب في اليمن، قابلتها ميليشيا الحوثي بتصعيد غير مسبوق، حيث حشدت الآلاف إلى غرب مأرب واختارت أبرز قادتها لتولي إدارة الهجوم على المحافظة أملاً في الوصول إلى حقول النفط والغاز، وبتكثيف هجماتها الصاروخية والطائرات المسيّرة على المنشآت المدنية داخل المملكة، وظلت تراوغ في تحديد موقف من المقترحات المتعلّقة بالسلام والتي يحملها مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

تنديد

المبعوث السويدي الخاص إلى اليمن بيتر سيمبني، كان آخر من ندد بشدة بالهجوم المستمر لميليشيا الحوثي على مأرب، حيث وصل المحافظة للاطلاع على الوضع الإنساني هناك في ظل الهجمات الحوثية واستهدافها لمخيمات النازحين وأبدى إعجابه بقدرة قيادة محافظة مأرب على تأمين المدنيين والنازحين من الحرب وصلابتها في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

وإذ أعاد المبعوث السويدي التأكيد على موقف بلاده الداعم لليمن ولعملية السلام ضمن جهود المجتمع الدولي لإنهاء الحرب والأزمة الإنسانية فإن محافظ مأرب سلطان العرادة شدد «على أهمية الضغوط الدولية على الميليشيا لوقف هجماتها الصاروخية المستمرة على مخيمات وتجمعات النازحين في المحافظة، التي راح ضحيتها العشرات وسببت موجة نزوح للآلاف منهم إلى أماكن بديلة في ظل وضع إنساني صعب».

وبلغة الواثق من فشل هجوم الميليشيا أبلغ العرادة المبعوث السويدي أن الحكومة الشرعية حريصة على تحقيق السلام وقدمت الكثير من التنازلات لإنجاح كل الجهود الدولية الساعية لحل الأزمة اليمنية على عكس الميليشيا الحوثية التي تعتبر أي مسعى لوقف الحرب مجرد تكتيك لاستمرار حروبها بأشكال مختلفة، وتراهن على خبرتها في التلاعب باتفاقات السلام لخداع العالم.

المراوغة

وفيما يتطلع اليمنيون إلى نتائج إيجابية للقاءات التي عقدها المبعوثان الدولي والأمريكي مع ممثلي الميليشيا، واصل قادة الميليشيا المراوغة في إعلان موقف واضح من المبادرة السعودية والمقترحات الداعمة لها، وأرسل زعيمهم تعزيزات جديدة وكبيرة إلى جبهتي الكسارة والمشجح في غرب مأرب، على أمل أن تحقق هذه الحشود ما عجزت عنه سابقاتها طوال الشهور الماضية، لكن القوات المشتركة المسنودة بقوة من مقاتلات التحالف لا تزال تتصدى بفاعلية لكل المحاولات وتشن هجمات معاكسة انتزعت من خلالها عدداً من المواقع كما باتت أكثر قدرة على استنزاف الميليشيا بشرياً ومادياً.