مع عجز ميليشيا الحوثي عن تحقيق أي تقدّم في عمق محافظة مأرب رغم مضي عام كامل على هجومها، رمت الميليشيا الانقلابية، خلال الشهرين الأخيرين بكل ثقلها في جبهة الكسارة غرب مأرب، متوهمة إمكانية تحقيق اختراق يقربها من المدينة، إلا أن الجبهة تحوّلت إلى مقبرة للآلاف من عناصر الميليشيا.

ركّزت الميليشيا عند بداية الهجوم على منطقة جبل هيلان، وهي سلسلة جبلية طويلة يُطل أعلاها على عاصمة المحافظة، إلّا أنّها فشلت في التقدم، لتذهب إلى الهجوم على المحافظة من جنوبها، مستهدفة الوصول إلى مديرية جبل مراد، بهدف السيطرة على الطريق الرئيسي، الذي يربط جنوب المحافظة مع مدينة مأرب.

ورغم الكم الكبير من العناصر التي دفعت بها الميليشيا وترسانة الأسلحة، إلّا أنّ القوات الحكومية تمكّنت من إفشال الهجوم الحوثي، وكبّدت الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

حشدت ميليشيا الحوثي مع بداية العام الجاري، آلاف المجندين ودفعت بكتائب النخبة، التي دربت على يد خبراء عسكريين من إيران وحزب الله، واختارت تنفيذ عملية التفاف من جبهة العلم التابعة لمديرية مدغل، بهدف الوصول إلى ما وراء مدينة مأرب على الطريق المؤدي إلى منطقة صافر، حيث توجد حقول النفط والغاز، إلّا أنّ القوات الحكومية وفاعلية مقاتلات تحالف دعم الشرعية ألحقت بالميليشيا خسائر فادحة.

راهنت الميليشيا الحوثية على اقتحام مأرب، بما فيها من حقول للنفط والغاز والمحطة الرئيسية للكهرباء، متوهمة أنّ من شأن ذلك تمكينها من فرض شروطها على طاولة المحادثات، وأنّ الآليات وأعداد العناصر التي تدفع بها ستمكنها من اختراق خط الدفاع عن مأرب عن طريق جبهة الكسارة والمشجح.

لم توقن الميليشيا حتى الآن أنّ جبهة مأرب أضحت اليوم رمزاً للصمود، ومقبرة ابتلعت عناصرها، ما استدعى تدخّل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لمناقشة آليات انتشال تلك الجثث وتسليمها لذويها، ورغم اقتراب شهر رمضان المبارك، وتطلع اليمنيين لنجاح الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والولايات المتحدة وسلطنة عمان، لإنجاح المبادرة السعودية بشأن وقف إطلاق النار، عادت الميليشيا للهجوم اليائس على مواقع القوات الحكومية، إلّا أنّها خسرت عشرات العناصر من دون تحقيق أي تقدّم، فيما نفّذت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع الميليشيا، ودمرت عدداً من آلياتهم.