وسط تحرك دولي واستمرار التصعيد الحوثي على مأرب يتطلع اليمنيون أن يؤدي حلول شهر رمضان المبارك إلى إحلال السلام وأن لا تفوت ميليشيا الحوثي هذه المناسبة الدينية العظيمة، كما فعلت من قبل، وأن تتخلى عن مراوغاتها وتتخذ خطوات فعلية نحو القبول بخطة وقف إطلاق النار.

وكثف المبعوثان الخاصان باليمن الأممي مارتن غريفيث والأمريكي ليندر كينغ من لقاءاتهما مع ممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي وكل من الكويت والسويد اللتين استضافتا جولات من محادثات السلام بين الفرقاء اليمنيين خلال عام 2016 وعام 2018، وتم خلال تلك المحادثات وضع أسس كاملة لعملية السلام في اليمن وتجنيب بنيته التحتية الدمار في محافظة وموانئ الحديدة.

وعلى عكس التصعيد الحوثي المتواصل نحو محافظة مأرب منذ ثلاثة أشهر، استضافت وزارة الخارجية الألمانية لقاءات المبعوثان الأممي والأمريكي إلى اليمن، مع ممثلي الدول العظمى والاتحاد حيث أكدت الحكومة الألمانية التزامها المستمر بمستقبل عادل لليمنيين والعمل على تحقيقه.

وذكر مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن أن وجودهم في برلين هو تعبير عن إدراك اللحظة الحرجة التي تمر بها الآن المفاوضات، والتي نحتاج إلى إجماع مجلس الأمن والمجتمع الدولي ودعمهما الكامل أكثر من أي وقت مضى. لأنه وخلال سنوات الحرب افتقر اليمنيون بشكل متزايد ومروع إلى سبل الحصول على الغذاء والدواء. وعانوا من غياب الخدمات الأساسية ومن القيود على حرية الحركة من وإلى وداخل بلدهم وأطفال اليمن محرومون من التعليم، وقد ضاع جيل من اليمنيين.

تسوية

المناقشات أجمعت على أن الحل الوحيد لإنهاء هذه المأساة يتمثل في الوصول إلى تسوية سياسية من خلال التفاوض بما يلبي تطلعات اليمنيات واليمنيين، وأن السبيل لذلك هو الاستجابة للحاجات الإنسانية الحرجة وبناء الثقة بين الطرفين، استناداً إلى الخطة التي وضعتها الأمم المتحدة ،والتي تهدف إلى تأمين وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لإيقاف الاقتتال بجميع أشكاله وفتح الطرق الرئيسية التي تصل بين الشمال والجنوب، بما فيها الطريق إلى مدينة تعز، التي ترزح تحت الحصار الحوثي منذ وقت طويل، والسماح بحرية حركة المدنيين والبضائع التجارية والمساعدات الإنسانية.

ووسط مراوغة وتعنت حوثي، أملت الأمم المتحدة أنَّ يؤدي الاتفاق على هذه التدابير الإنسانية على إيجاد بيئة مواتية تمكن الطرفين من الانتقال بسرعة إلى محادثات سلام في رمضان تشمل الجميع تحت مظلة الأمم المتحدة لإنهاء النزاع بشكل كامل ومستدام، خاصة وان الخطة نزعت كل الذرائع التي كانت ميليشيا الحوثي توجدها لعرقلة التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب، حيث تؤمن الخطة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية والمحلية، وضمان التدفق المنتظم للوقود وغيره من السلع التجارية إلى اليمن من خلال موانئ الحديدة وتوجيه الإيرادات المرتبطة بدخول سفن الوقود نحو المساهمة في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية.

مساعٍ أمريكية

رغم مرور أكثر من عام على بدء الطرفين المفاوضات حول القضايا التي اقترحتها الأمم المتحدة وما تزال بإسناد إقليمي ودولي عززته المقترحات السعودية لوقف الحرب في اليمن، إلا أن ميليشيا الحوثي اتخذت من المدنيين واستهدافهم وسيلة ضغط لتحقيق أهداف عجزت عن تحقيقها بالحرب ولهذا يعمل المبعوثان الأممي والأمريكي وبإسناد إقليمي ودولي على إقناع ميليشيا الحوثي بالقبول بتلك الخطة وأن يكون شهر رمضان مناسبة لإعلان وقف شامل لإطلاق النار وتنفيذ التدابير الإنسانية والاقتصادية المنصوص عليها في هذه الخطة والمقترحات السعودية ومن ثم الذهاب نحو محادثات شاملة.