بعد شهرين على هجماتها المستمرّة على جبهة الكسارة غربي مأرب ومقتل المئات من عناصرها، حولت ميليشيا الحوثي تركيزها إلى جبهة المشجح المجاورة سعياً لتحقيق أي اختراق باتجاه مدينة مأرب، إلّا أنّ محاولاتها ذهبت أدراج الرياح، بعد مقتل 50 من عناصرها وجرح العشرات، فضلاً عن تدمير عدد كبير من عتادها.
وذكرت مصادر عسكرية لـ«البيان»، أنّ الميليشيا كثّفت هجماتها على الطلعة الحمراء أهم المواقع الاستراتيجية في جبهة المشجح، بعد فشلها الذريع في التقدم عبر جبهة الكسارة طوال شهري فبراير ومارس، ودفعت بالمئات من عناصرها، إلّا أنّ القوات الحكومية المسنودة بالقبائل ومقاتلات تحالف دعم الشرعية، تصدت لتلك الهجمات وخاضت مواجهات عنيفة مع الميليشيا.
ووفق المصادر، فإنّ الميليشيا دفعت بعناصرها والأطفال إلى الجبهة في عملية انتحارية، ما أسفر عن مقتل 50 من عناصرها وإصابة العشرات، وتدمير ثلاث عربات قتالية، فيما شنّت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، غارات على مواقع وتعزيزات الميليشيا في الجبهة ذاتها، ما أدى إلى تدمير تسع من الآليات بمن تقل من عناصر.
وأوضحت المصادر، أنّ الميليشيا تسعى للوصول إلى موقع الطلعة الحمراء، وهو مرتفع جبلي يمتلك القدرة على التحكم في حركة الإمدادات والمواقع العسكرية في جبهة الكسارة، والطريق الرئيس الذي يربط مدينة مأرب بالجوف وصنعاء، إلّا أنّ القوات الحكومية وبمساندة القبائل تصدت لهذه المحاولات، فضلاً عن لعب مقاتلات التحالف دوراً فاعلاً عبر تدمير تعزيزات الميليشيا.
بدوره، أشاد القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء الركن عمر سجاف، بالجهوزية القتالية والمعنويات العالية التي يتمتع بها الجيش الوطني في مختلف مواقع المواجهات مع ميليشيا الحوثي.
وقال سجاف في تفقده عدداً من المواقع في الجبهات التابعة للمنطقة العسكرية السادسة التي تضم محافظتي الجوف وصعدة، إنّ البطولات والتضحيات الخالدة التي يقدمها الجيش الوطني وكل أحرار اليمن ستكلل بالنصر الكبير والمؤزّر، مثمناً الدعم والإسناد اللذين يضطلع بهما تحالف دعم الشرعية في معركة الوجود والمصير المشترك ضد أدوات إيران في اليمن.
سياسياً، اطلع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في اجتماع ضم نائبه ورئيس الحكومة ورئيسي مجلسي النواب والشورى، على التطورات الراهنة على مختلف الصعد والتحدّيات التي تواجهها، وما يترتب عنها من تبعات اقتصادية وخدمية ومعاناة للسكان. وقال هادي إنّ العلاقة بالمملكة العربية السعودية تحكمها الأخوة والجوار والدين والعقيدة.
والمعمدة بالدماء الزكية في الدفاع عن الهوية الواحدة والمصير المشترك ونصرة اليمن، ووضع حد للتدخلات الإيرانية في المنطقة عبر أدواتها من الميليشيات الحوثية. وثمّن هادي، الملاحم البطولية التي يسطرها الجيش الوطني والمقاومة في مختلف الجبهات ومنها مأرب، بإسناد تحالف دعم الشرعية.