تمثل المواجهات الدائرة في محافظة مأرب المعركة الفاصلة بين قوات الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي، بما تمثله المحافظة التي تضم أهم حقول النفط والغاز، وموقعها الاستراتيجي الذي يمتد من الحدود اليمنية مع السعودية إلى سواحل بحر العرب وقربها من صنعاء، ولأنها كما تشير الأحداث والوقائع ستشكل نهاية انقلاب ميليشيا الحوثي.

نهاية حتمية

وإذا كانت الميليشيا وعقب الانقلاب على الشرعية قد تمكنت من بسط سيطرتها على معظم المحافظات اليمنية قبل بدء عمليات تحالف دعم الشرعية وطردها من أغلب تلك المحافظات فإن قبائل محافظة مأرب كانت السباقة في التصدي لجحافل ميليشيا الحوثي وردهاً على أعقابها بعد أن كانت وصلت إلى أطراف المدينة واقتربت من المبنى الإداري للمحافظة، واليوم وفي ظل وجود قوات حكومية وتحالف داعم ومساند لها فإن الخسائر الكبيرة التي لحقت بهذه الميليشيا تؤشر إلى نهاية حتمية من شأنها أن تفتح آفاق السلام من جديد.

ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي وفيما كانت الأمم المتحدة تضع خطة وقف إطلاق النار والذهاب نحو محادثات السلام، وبتواطؤ من بعض الأطراف المحلية والإقليمية تسلمت ميليشيا الحوثي المواقع العسكرية الممتدة من منطقة فرضة تهم على بعد 40 كيلومتراً عن صنعاء وحتى أطراف محافظة مأرب، ومنذ ذلك الحين والقوات الحكمية المسنودة بقبائل المحافظة وتحالف دعم الشرعية تتصدى للحشود الضخمة التي جمعتها الميليشيا بهدف السيطرة على حقول النفط والغاز والتقدم نحو محافظتي حضرموت وشبوه المنتجتين للنفط أيضاً، ودفعت هذه الميليشيا ثمناً فادحاً لهذه المغامرة ولا تزال حتى اليوم.

3 جبهات

وقبل ثلاثة أشهر من الآن دفعت ميليشيا الحوثي بأكثر من 30 ألفاً من مسلحيها المزودين بالأسلحة الحديثة والآليات لتكرار محاولة اقتحام مأرب من ثلاثة اتجاهات، لكنها ومع دخول المواجهات شهرها الثاني وعقب الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها عادت وجمعت كل قراها نحو غرب المحافظة اعتقاداً منها بأنه سيكون الأقل كلفه والأسهل للوصول إلى عاصمة المحافظة لكنها وجدت نفسها أمام تلال وصحاري تلتهم كل ما يصل من تعزيزات رغم الفارق الكبير في العدد والعدة، حيث استولت الميليشيا على مخازن أسلحة الجيش اليمني بكل ترسانتها المتنوعة، كما حصلت على أسلحة أخرى متطورة تمت تهريبها من إيران مثل الصواريخ الباليستية والحرارية والطائرات المسيرة.

ومع استمرار رفض الميليشيا مقترحات السلام والتمسك بالتصعيد فان المعارك على طول جبهات غرب محافظة مأرب باتت مقبرة جماعة للآلاف من الذين ترسلهم ميليشيا الحوثي وتؤكد أن النهاية الحتمية لهذا المشروع التدميري سيكتب على تلال ومرتفعات وصحاري المحافظة التي انتصرت في كل المعارك التي خاضتها مع نظام الحكم الإمامي عبر مراحل ظهوره وانكساره، حيث كان هذا النظام يتمدد في أجزاء من شمال البلاد لكنه ينتهي كلما اتجه إلى الشرق من صنعاء.

حقائق

هذه الحقائق أكد عليها رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز حين أوضح أن المعارك الأخيرة أثبتت أن مأرب ستبقى عصية وبعيدة المنال عن الحوثيين وداعميهم الإيرانيين. وقال للجنود خلال زيارته المواقع القتالية التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب إن «كل الحشود الحوثية ذهبت إلى حافة الموت في مختلف جبهات مأرب التي ستظل محمية بجيشها الوطني ومقاومتها الشعبية».