تحرك الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال بداية عهدته الرئاسية سريعاً لإلغاء تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية اعتقاداً منه أن هذا القرار كفيل بتخفيف حدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم بإقناع الحوثيين بمسار السلام، حيث عيّن تيموثي ليندركينغ مبعوثاً خاصاً لليمن بما يساهم في تعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، لكن للأسف لم يحدث ذلك بل بالعكس الوضع يزداد خطورة يوماً بعد الآخر، والحوثي لا يزال يرفض نداءات السلام، بل استغل المبادرة الأمريكية للتصعيد والعمل على تنفيذ أجندة إقليمية تضر بأمن واستقرار اليمن والمنطقة، فهل هناك حدود لتسامح الولايات المتحدة مع ميليشيا الحوثي وهل استخفاف الحوثيين بمساعي واشنطن سيدفع أمريكا إلى إلغاء تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية؟
انتقادات
الانتقادات الشديدة التي وجهها المبعوث الأمريكي إلى اليمن للحوثيين بعد رفضهم مسار السلام وتهديده بعقوبات إذا لم يتوقف هجوم مأرب والقبول بوقف النار يحمل رسالة ضمنية بأن أمريكا لن تسكت عن هذا الوضع وأنها ستتعامل مع هذه الميليشيا بلغة العقوبات بعدما رفضت لغة السلام، سيما وأنهم أضاعوا فرصة إثبات التزامهم بالسلام برفضهم لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وخلافاً لتصريحاتهم عن الوضع الإنساني في البلاد، يواصلون هجومهم على مأرب ويزيدون الظروف المروعة التي يعاني منها النازحون هناك تعقيداً. يما يؤكد مسؤوليتهم الكاملة عن تفاقم الوضع الإنساني في البلاد من خلال مواصلة هجومها على محافظة مأرب ورفض التجاوب مع مبادرة إعلان الهدنة.
تضاؤل الآمال
ويؤكد مختصون أن الأمل في تحقيق السلام في اليمن آخذ في التضاؤل يومياً، بسبب اصطدام خطة المبعوث الأممي إلى اليمن والمبعوث الأمريكي برفض الميليشيا لجهود السلام وضعف الضغط عليها من المجتمع الدولي، حيث إن ميليشيا الحوثي الانقلابية لا تتمرد على الشرعية فحسب، بل على المجتمع الدولي، وذلك من خلال رفضها تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي. وعلى المجتمع الدولي التحرك السريع لتفعيل قراراته ذات الصلة بالشأن اليمني واتخاذ ما يلزم من قرارات عاجلة وشجاعة لوضع حد للبطش الحوثي في اليمن. وما لم يُمارس الضغط بأقصى درجاته على ميليشيا الحوثي فإن الوضع اليمني سيذهب إلى مدى سيترك أثراً واسعاً في المنطقة والعالم بأسره.