في 8 فبراير الماضي، بعد أشهر من الهدوء، استأنف الحوثيون هجومهم على مأرب، بعد استقدامهم تعزيزات، وحضروا العدة لحسم المعركة سريعاً، لكن المعركة مستمرة لأكثر من 3 أشهر، تشهد انكساراً حوثياً، وهزائم متتالية في مأرب، بالنظر لمتانة الجبهة الداخلية، ومن أهم عوامل انتصارها، تلاحم الشعب اليمني مع الجيش في معركته ضد الحوثيين. وقد جاء الهجوم، في ظل مراجعة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لسياسة بلاده في اليمن، أدت إلى إلغاء تصنيف الحوثيين على قائمة «المنظمات الإرهابية»، لكن مأرب أدركت منذ وقت مبكر، خطر الانقلاب الحوثي، وجهزت العدة لمواجهة هذا المخطط ببسالة، وتشهد كلتا جبهتي «المشجح» و«الكسارة»، في الجهة الغربية من المحافظة، محاولات اجتياح حوثية، منذ منتصف فبراير الماضي، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل. فيما كشفت إحصائية رسمية، أن ما لا يقل عن 60 في المئة من قوات الحوثيين العسكرية ومعداتهم المنتشرة خلال الهجوم المستمر دمرت. وتحاول الميليشيا الضغط والهجوم عبر محاور عدة في جبهات المشجح والكسارة، أو من جهة صراوح، ويحاولون فتح ثغرة من أي جبهة أمامه، إلا أن قوات الجيش اليمني ورجال القبائل، يتصدون لهم، ويكبدونهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

للإشارة لمأرب، أهمية اقتصادية كبيرة لليمن، لذلك سعى الحوثي إلى محاولة وضع اليد عليها، لاحتوائها على أهم منشآت استخراج النفط وتحويله في البلاد. وفرضت الولايات المتحدة، أخيراً، عقوبات على اثنين من قادة ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، بسبب دورهما في الهجوم على مدينة مأرب الاستراتيجية، الذي تسبب في تفاقم المأساة الإنسانية لنحو مليون نازح يمني. وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ «إنه على رغم التصعيد الحوثي، إلا أن مأرب لم تسقط الآن، ولن تسقط في أي وقت في المستقبل المنظور». وأدى القتال الدامي، إلى نزوح أكثر من 24 ألف شخص منذ فبراير، حيث تم إفراغ العديد من مخيمات النزوح، بسبب قصف الحوثيين، وفقاً لهيئة إدارة النازحين.

وأطلق مدونون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة إلكترونية كبرى، لمساندة قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، في المعارك التي تخوضها ضد ميليشيا الحوثي في محافظة مأرب، شرقي اليمن. وغرد آلاف من النشطاء والإعلاميين والصحافيين تحت وسم «#مأرب_نداء_الجمهورية #»، مؤكدين وقوف أبناء اليمن خلف قواته المسلحة، ورجال المقاومة والقبائل، في معركة كل اليمنيين والعرب، لإفشال مخططات إيران ووكلائها الإرهابيين، التي لا تستهدف مأرب فقط، بل تستهدف اليمن. ودعا المدونون حكومة الكفاءات السياسية، إلى استنفار «كل طاقاتها للدفاع عن عاصمة الإنسانية التي آوت ملايين اليمنيين»، مشددين على أهمية ودور التحالف العربي، بقيادة المملكة، في هزيمة المشروع الإيراني ووكلائه الحوثيين، الذين يهددون أمن المنطقة برمتها.

وطالبوا بتحريك المزيد من الألوية والقوات العسكرية، لمواصلة الدفاع عن مأرب، والأخذ بزمام المبادرة لطرد الميليشيا الحوثية من المناطق التي تسيطر عليها، مؤكدين أن تحرير صنعاء وكل اليمن، واجب وطني وإنساني وديني وعربي. وفي الحملة، أكدت الحكومة اليمنية، أن «مأرب انتصرت، وأن اليمن عربية، وستبقى عربية».