على غير العادة في بروتوكولات القصر الرئاسي في سوريا، ظهر الرئيس السوري بشار الأسد، بعد يوم واحد من الانتخابات، في خطاب تصعيدي، حمل على كل الجهات المناهضة للحكومة السورية، في خطاب لم يتجاوز الثلاث عشرة دقيقة.

الرئيس الأسد، تحدث عن الاستمرار في محاربة الإرهاب، في إشارة إلى الفصائل المسلّحة في الشمال السوري، ما يطرح أسئلة واسعة وكبيرة حول مصير ما تبقى من الأراضي السورية، بينما تسيطر على شمال غربي سوريا، مجموعات متشددة، وقوات مدعومة من تركيا.

من خلال خطاب الأسد، يبدو أن دمشق تتجه إلى مزيد من بسط النفوذ على ما تبقى من الأراضي السورية، فيما عرج الخطاب على القوى المحلية والدولية المعارضة لهذه الانتخابات، وهذا يشير بشكل أو بآخر، إلى اتجاه الرئيس السوري لمزيد من التحديات والصراعات على المستويين المحلي والإقليمي والدولي.. وقد أوضح بشكل صريح، أن إعادة انتخابه للمرة الرابعة بنسبة 95.1، ستمكن الدولة السورية من هزيمة الإرهاب، ما يعني أن الأسد سيدخل في مرحلة جديدة من الصراع، ضد ما تبقى من التحديات حيال استقرار الدولة السورية.

معركة طويلة

وعلى ما يبدو، أن ذكر الأسد لمصطلح الإرهاب، يشير إلى إمكانية خوض معركة جديدة وطويلة ضد هذا الخطر، وقد يكون محاولة من الحكومة، للدخول في التحالف العالمي لمواجهة الإرهاب، إلا أن هذا يصطدم بطبيعة الحال مع التوجه الأمريكي، الذي يحارب الإرهاب والتطرف في سوريا والعراق، وفي الوقت ذاته، يفرض عقوبات على الحكومة السورية، الأمر الذي يشكل تقاطعاً في المصالح، لكنه غير محسوم في العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وسوريا.

وباعتبار الدولة السورية الآن، تفتقد إلى المزيد من عوامل الاستقرار، فإن هذا يفرض على الدولة السورية، التوسع في بسط السيطرة، وهذا سيخلق حالة جديدة من المواجهة، قد تكون سوريا في مرحلة جديدة من الصراع.

يضاف إلى ذلك، التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي أثقلت كاهل الدولة السورية، فضلاً عن أزمة اللاجئين في الداخل والخارج، وهذا سيكون له حيز كبير من التوجه السوري الجديد، خصوصاً أن العديد من اللاجئين في الخارج، انتخبوا الرئيس الأسد، وهذا يزيد على الدولة السورية مسؤوليات تأمين عودة هؤلاء.

كل هذه المعطيات، من شأنها أن تكون حالات تحدٍ أمام الدولة السورية، والولاية الرابعة للرئيس السوري، وهذا من شأنه أن يجعل الدولة في حالة استنفار مضاعفة على جميع الأصعدة.