تعالت أصوات اليمنيين، من قيام ميليشيا الحوثي بتجنيد الأطفال، والزج بهم في معسكرات تربيهم على الفكر المتطرّف والعنف والكراهية، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من خروج جيل من المتطرفين، بعد فشل الميليشيا الذريع، وعلى مدى سنوات في تسويق أفكارها بين اليمنيين. وذكر سكان وناشطون وكتاب، أنّ ما تُسمى «المراكز الصيفية»، ليست سوى أوكار لتسميم أفكار الأطفال اليُفّع، عبر التكريس للعنف والتطرّف، تمهيداً لإلحاق هؤلاء الأطفال بمعسكرات التدريب، ومن ثمّ إرسالهم إلى جبهات القتال، ليكونوا حطباً لمعاركها الخاسرة، مطالبين أولياء الأمور، عدم السماح بإرسال أبنائهم إلى هذه المراكز المشبوهة، التي ترسّخ الفكر الطائفي المتطرّف.
وفيما يشير الناطق باسم ألوية العمالقة، أصيل السقلدي، إلى أنّ ميليشيا الحوثي تستخدم الأطفال وقوداً لحربها العبثية، عبر غسل أدمغتهم، ومن ثمّ الزج بهم إلى جبهات القتال، دفاعاً من مشروع ظلامي بغيض، يحذر الكاتب كامل الخوداني، أولياء الأمور، من مغبة التساهل وإرسال أبنائهم إلى ما تسمى «المراكز الصيفية»، وما من شأنها أن تتسبّب فيه من تغذية عقول الأطفال بأفكار الموت والدمار.
بدوره، يلفت العميد محمد الكميم، إلى أنّ الميليشيا، تستغل الأطفال وحاجة أسرهم، لتقودهم لمحارق الموت، والبحث عن ضحايا جدد. وتؤكّد مصادر محلية، أنّ ميليشيا الحوثي، وفي الوقت الذي تجبر فيه السكان على إرسال أطفالهم إلى جبهات القتال، ينعم أطفال منتسبيها برغد العيش، والتعلّم في عدد من الدول، مشيرة إلى أنّ الميليشيا تشترط على السكان إرسال أبنائهم إلى المعسكرات، وإلّا فلن يتم قبولهم للالتحاق بالدراسة مع بداية العام الدارسي القادم.
تحذيرات
في الأثناء، حذّرت الحكومة اليمنية، من ارتفاع أعداد الأطفال القتلى في صفوف الميليشيا في المعارك الأخيرة، بمختلف جبهات محافظة مأرب، استناداً للتقارير الميدانية، واعترافات الميليشيا التي تؤكد مقتل عدد كبير من الأطفال بمختلف جبهات القتال بمأرب. ودقّت الحكومة نواقيس الخطر من عمليات إبادة جماعية، ترتكبها الميليشيا بحق الآلاف من الأطفال، بعد استدراجهم من المنازل والمدارس، وغسل عقولهم، وتعبئتهم بالأفكار المتطرفة، ومن ثمّ الزج بهم إلى جبهات القتال.
مطالب
طالبت الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحماية الطفولة، الاضطلاع بمسؤولياتهم، ووقف عمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها الميليشيا الحوثية بحق الأطفال، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وملاحقة المسؤولين عن عمليات تجنيدهم، باعتبارهم مجرمي حرب.