وسط إجماع دولي على مسؤولية ميليشيا الحوثي عن إطالة أمد معاناة اليمنيين، عبر رفض اتفاق وقف إطلاق النار، والسماح للأمم المتحدة بالوصول لخزان النفط صافر المهدد بالانفجار، تستمر الميليشيا في تجنيد الأطفال والدفع بهم لجبهات القتال، لا سيّما في محافظة مأرب. 

 
وأكّد مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى اليمن، تيم ليندر كينج، وبعد جولات متعددة في عواصم المنطقة ولقاءات غير مباشرة مع ممثلي الحوثي، أنّ الميليشيا هي المسؤول عن إطالة أمد الحرب من خلال رفضها خطة السلام التي اقترحها المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، وقبلتها الحكومة اليمنية والتحالف وساندتها الدول الخمس الكبرى.
 
ويبدو اليمنيون اليوم على اقتناع كامل بأنّ الميليشيا لا تملك قرارها، ما يدفعها لإطالة معاناة اليمنيين عبر الإصرار على التصعيد العسكري، فيما شكّل موقف مجلس الأمن الدولي من مماطلة ميليشيا الحوثي في السماح للأمم المتحدة بالوصول للسفينة صافر وتقييم حالتها لمنع انفجارها والتسبّب في كارثة بيئية غير مسبوقة، تأكيداً إضافياً على هذه المسألة.
 
وحمّل مجلس الأمن في البيان الذي ألقاه السفير الإستوني، سيفن يورجنسن، عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة، ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن وضع سفينة النفط صافر الراسية قبالة الحديدة.
 
معرباً عن القلق العميق إزاء تنامي خطر انفجار الخزان. ودعا أعضاء المجلس، لتسهيل الوصول غير المشروط والآمن لخبراء الأمم المتحدة للناقلة، لإجراء تقييم شامل ونزيه وتنفيذ عملية إصلاح أولية، من دون مزيد من التأخير.
 
ضمانات
وأبلغت الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، بأنّ وصول الفريق الأممي إلى الناقلة «صافر» قد يستغرق أسابيع، حال تقديم جميع الضمانات من ميليشيا الحوثي، وأنّ فريق الخبراء لا يزال على استعداد لتنفيذ المهمة وسيبقى في حالة تأهب حال قدمّ الحوثيون ضمانات تسهيل مهمة الفريق.
 
وسيستغرق الأمر أسابيع لاستئجار سفن البعثة وشحن جميع المعدات المتخصصة والإبحار من جيبوتي. وحذّرت الأمم المتحدة، من خطورة وضع الناقلة في ظل عدم إجراء أي صيانة لها منذ أكثر من ست سنوات، فضلاً عن وجود احتمال بتراكم الغازات القابلة للاشتعال في موقع وقوفها.
 
مساومة وابتزاز
 
كما دعت الحكومة اليمنية، مجلس الأمن الدولي إلى تحمّل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة بحق ميليشيا الحوثي بسبب تلاعبها بملف خزان صافر النفطي. وأكّد المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، أنّ وضع الناقلة ازداد تدهوراً وأصبحت الأخطار الإنسانية والبيئية والاقتصادية المحتملة أكثر من أي وقت مضى.
 
مشيراً إلى استمرار الحوثيين في تعنّتهم ورفضهم كل الدعوات الدولية وجهود حل مشكلة الناقلة وإفشالها. وأوضح السعدي، أنّ ميليشيا الحوثي تستخدم ملف الناقلة صافر للمساومة والابتزاز، من دون اكتراث بالعواقب المحتملة.