يعاني الشباب اليمني الأمرّين في الأردن، ورغم عيشهم بأمان واستقرار، إلا أن حجم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها، يجعلهم دوماً يبحثون عن مخرج، ويفكرون كيف سيعودون إلى بلادهم، ولكن تظل ميليشيا الحوثي، وما تقترفه يومياً من انتهاكات ودمار، يمنعهم من اتخاذ هذه الخطوة، فالظروف المعقدة التي تحيطهم، ويشتكون منها في اللجوء، لا تقارن بما يصل إليهم من أخبار، بما يحدث بالعائلات هناك جراء تجاوزات الحوثي.

يقول صلاح، وهو في الأردن منذ عام 2013، إن من يفكر في العودة إلى اليمن، يدرك أن أمامه خيارين، إما أن يكون قتيلاً أو أسيراً لجماعة الحوثي، التي لن ترحمه، فهذه الميليشيا نهجها التدمير والقتل، ورغم وجود جهود دولية متعددة لوقف إطلاق النار، والبدء في إعادة الهدوء لليمن، فإن الحوثي يعود دائماً إلى مربع المراوغة الأول.

يضيف صلاح: لا يوجد أمان هناك، لقد توجهت للأردن، بحثاً عن لقمة العيش، ومساندة عائلتي في تعز، عملت في مهن مختلفة، ومنذ شهر تقريباً، لا أعمل، وأبحث عن العمل، الذي بات من الأمور الصعبة في الأردن. ويشير صلاح إلى أن الشباب اليمني في الأردن، يتطلع دوماً إلى العودة، ولكن لن يتجهوا إلى هذا القرار الحساس، إلا إذا حدثت تهدئة، وتم ضمان هذه التهدئة، وعدم تراجع الحوثي عن التزامه.

يؤكد صلاح: «الحوثي هو عنوان الخراب، ومن يخالفه أو يعترض على سياسته، لن يجد مجالاً للحوار معه، وتصبح عائلته مهددة. أنا في الأردن، مسجل في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأحصل منها كل فترة على مساعدات مادية، وهذه اللفتات تساعدني نوعاً في قضاء احتياجاتي، إلا أن مشكلتي الأساسية، هي صعوبة العمل، مع ذلك، فإن بقائي أفضل من عودتي، وهذه الرؤية تنطبق عند أكثر الشباب اليمني، فنحن نعلم أن كلفة العودة أعلى من اللجوء».

العراقيل
أما الثلاثيني محمد صادق، وهو موجود هو إخوته في الأردن منذ سنوات، يعلق قائلاً: من لا يرغب في العودة إلى وطنه! جميعنا يرغب، ولدينا الشغف أن نرى الهدوء والأمن والأمان يعم اليمن، ولكن الظروف تُفرض علينا، هنالك من يُقدِمون على هذا القرار، ولكن عددهم قليل.

يشير محمد إلى أن وجودهم هنا، يسمح لهم بالعمل، وحتى إن كان هذا الأمر متقطعاً، والعودة ستحمل في طياتها معاناة باختلاف أشكالها، نتمنى أن يستقر الوضع المعيشي والسياسي في اليمن، وأن نصل إلى تلك اللحظة، التي نسمع بأن الحرب قد انتهت، وأن نعود أنا وإخوتي إلى حضن أمي، التي بقيت هنالك، وأن نواصل حياتنا كالبشر الطبيعيين، فهذا اللجوء كله تحديات، وحياتنا كشباب مليئة بالعراقيل، وجائحة «كورونا»، ضاعفت هذه المعاناة.

ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أعداد اللاجئين اليمنيين المسجلين لديها، وصل إلى 14 ألفاً و665 لاجئاً.