رغم البؤس الذي خلفته الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي، تحدت اليمنية إيمان هادي المنحدرة من محافظة حجة، كل الظروف ودخلت عالم التجارة، إلى أن أصبحت رائدة أعمال في المناطق الريفية من خلال قيادتها فريقاً من عشر نساء يعملن في قطاع الطاقة الشمسية. واستفادت إيمان من مساعدة البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتتمكّن وبعد عامين من تركيب محطات توليد الكهرباء الشمسية من تقديم الخدمة لـ 43 أسرة وبأسعار معقولة.
تقول إيمان التي تجاوزت القيود الاجتماعية وعملت هي وزميلاتها على تركيب وإدارة محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لتوفير طاقة نظيفة ومنخفضة السعر للسكان في مديرية عبس:
«ارتفاع تكاليف الطاقة المولدة بالديزل حرم الكثير من الأسر الفقيرة الحصول على الكهرباء، إلّا أنّ محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية وفّرت الكهرباء بأسعار معقولة لتستفيد منها 43 أسرة حتى الآن، استطيع القول بكل ثقة أنه يمكننا تخفيف معاناة السكان وتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهلهم».
تمكّنت إيمان من إقناع أسرتها التي كانت تعارض عملها، بأهمية من تقوم به، وضرورة منحها الفرصة لإدارة عملها الخاص، معتبرة ذلك بداية رحلة تغيير حقيقي في قناعات المجتمع فيما يتعلق بالمرأة ودورها وحقوقها وأهمية منحها الفرصة لإثبات نفسها.
قروض ميسرة
تخطّط إيمان الآن لإنشاء محطة أخرى لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في إحدى المناطق المجاورة، إذ توجد 47 أسرة بحاجة إلى الكهرباء، فيما تحلم مستقبلاً بإطلاق محطة كبيرة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، لتستفيد منها كل الأسر في منطقة الغادي التي تضم أكثر من ثلاثة آلاف أسرة.
وفي سبيل مساعدة مجتمعها، تخطّط إيمان هادي، للحصول على قروض ميسرة من صافي أرباح محطة الطاقة الشمسية لتمكين شركائها من العمل على فتح مشاريع صغيرة مثل محلات بقالة ومخابز ومحلات بيع ملابس، بما يؤدي لخلق فرص عمل وزيادة الخدمات المتاحة للمجتمع.
تغير نظرة
تقول إيمان: «جاءني رجال ونساء من قريتي وطلبوا النصح حول كيفية تحسين ظروفهم المعيشية، في موقف يعكس كيف تغيرت وجهات نظرهم حول المرأة العاملة، ذات مساء، بدأت زهرة تشكو من صعوبة الحياة التي تعيشها مع أطفالها، اقترحت عليها أن تفكر في توصيل الكهرباء إلى منزلها وشراء خلاط كهربائي، وصنع البخور ومن ثم بيعه مقابل الربح، أعجبت زهرة بالفكرة وسرعان ما أخذت قرارها، وبدأت الآن تمارس عملها الخاص وأصبحت امرأة منتجة تتمتع بمصدر دخل مستدام لها ولأسرتها».