يوماً بعد آخر تلقّن مأرب الحوثيين دروساً قاسية وتختط طريق السلام عبر الهزائم، التي تلحقها بالميليشيا على طول جبهات القتال، وما تكبّدها من خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
لم تجد القوات الحكومية وتحالف دعم الشرعية من سبيل سوى الرد على تخريب الحوثيين للحل السياسي، وإفشالها جهود وقف إطلاق النار، من خلال الضغط على الميليشيا في ميادين القتال، بما يجبرهم على العودة لطاولة الحوار.
على طول الجبهات الممتدة من جنوب مأرب في حدود محافظة البيضاء مروراً بحدود محافظة صنعاء وحتى حدود الجوف، وجهت قوات الشرعية، ضربات قاضية لحشود الميليشيا، التي دُربت وجُهزت طوال الفترة الماضية، على أمل تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الميليشيا، منذ بدأت هجومها على مأرب قبل أكثر من عام.
ويرى رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، وقائد العمليات المشتركة، الفريق صغير بن عزيز، أنّه وعلى امتداد مسرح العمليات، يتمتع أبطال الجيش الوطني والمقاومة والقبائل المساندة بكفاءة قتالية عالية، والتزام كامل بالخطط المرسومة لتدمير قدرات الميليشيا الحوثية، وإجبارها على الاستسلام بقوة السلاح، باعتباره السبيل الوحيد لاستعادة الدولة وإنهاء معاناة الشعب.
وتتزامن هذه التصريحات مع تأكيدات ميدانية، فبعد يوم على الانكسار الكبير للميليشيا في جبهة البلق، تعرّض الحوثيون لانتكاسة جديدة بمقتل 37 من عناصرهم في جبهة الجفرة بمديرية رغوان شمالي محافظة مأرب، إثر عودة الميليشيا لتكرار محاولاتها تحقيق اختراق عن طريق جبهات الأطراف، عبر الدفع بالأطفال، الذين جندتهم في المعسكرات الصيفية لطلاب المدارس.
تراجع الميليشيا
وذكرت المصادر العسكرية أنّ الميليشيا نفّذت هجمات عدة على مواقع القوات الحكومية في المنطقة، إلا أنها قوبلت بحائط صد مفاجئ تمكنت عبره قوات الشرعية من قتل 37 من عناصر الميليشيا، بعد مواجهات استمرت ساعات، انتهت بتراجع الميليشيا إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها سابقاً.
وفي جبهة الكسارة التي كسرت شوكة الميليشيا منذ بداية العام الجاري، استهدفت مدفعية القوات الحكومية، تعزيزات الميليشيا القادمة إلى الجبهة، ما أسفر عن تدميرها، ومصرع وجرح عدد من العناصر الحوثية، واستهدفت العمليات التي تنفذها القوات الحكومية بمساندة مقاتلات تحالف دعم الشرعية، مواقع متفرقة للميليشيا في الجبهة ذاتها، ما أدى إلى تدمير آليات وعربات ومواقع تقل عناصر الميليشيا القادمة من محافظة صنعاء لإسناد الهجوم الجديد، الذي بدأ مطلع الأسبوع الجاري.