شهد الملف السوري في الآونة الأخيرة تحركات إقليمية ودولية بعد القمة الروسية الأمريكية الشهر الماضي في جنيف، فيما انعكس التقارب الأمريكي الروسي على الملف السوري بقبول روسيا والصين تمديد دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا من الحدود التركية، وتزامن ذلك مع صفقة لتبادل الأسرى بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة الأمر الذي يعكس تحركاً روسياً فاعلاً في إطار إيجاد مقاربات للأزمة السورية.

التحركات الروسية بدت واضحة بعد قرار مجلس الأمن الدولي إدخال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السورية عبر معبر باب الهوى مدة ستة أشهر، بعد أن انتشرت مخاوف غربية أن روسيا ستستخدم حق النقض الفيتو ضد إدخال المساعدات، إلا أن الموقف الروسي عكس تحركاً شاملاً على المسارات الإنسانية والأمنية والسياسية أيضاً. وقد طالب المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا بالشفافية في عملية إدخال المساعدات الإنسانية وألّا تكون هيئة تحرير الشام الإرهابة المستفيد من هذه المساعدات.

من جهة ثانية، توقع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، استمرار العمل على تبادل الأسرى في سوريا بشكل فعال، بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة. تصريحات لافرنتييف جاءت استكمالاً لمواقف روسية سابقة في اليومين الماضيين في مشاورات أستانا. وجرت عملية التبادل بوساطة من وزارة الدفاع الروسية، وهي العملية الخامسة ضمن اتفاق مع الجانب التركي والحكومة السورية، وبحضور ممثلين عن الأمم المتحدة ، إذ رجح محللون أن تستمر هذه العمليات من أجل بناء الثقة بين الفصائل المسلحة والحكومة السورية بضمانات روسية تركية.

وفي الوقت ذاته، تدفع روسيا إلى عقد جولة جديدة من مشاورات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، إذ تحاول مرة أخرى من خلال التوافقات الدولية إعادة الدفع بالعملية السياسية من خلال اللجنة.