قدّم رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، أمس، للرئيس اللبناني، ميشال عون، تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيراً اختصاصياً (لا ينتمون لأحزاب سياسية)، بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مجلس النواب، نبيه بري.

وعقب لقائه عون، في قصر الرئاسة شرقي العاصمة بيروت، أضاف الحريري، خلال مؤتمر صحفي، أن «هذه الحكومة بالنسبة لي قادرة على وقف الانهيار في البلد». وقبل أشهر، أعلن الحريري أنه قدم تشكيلة حكومية إلى عون، لكن الأخير رفضها.

وتابع في تصريحاته: «تمنيت على الرئيس عون الإجابة (بشأن التشكيلة الجديدة) حتى نبني على الأمر مقتضاه، وبالنسبة لي هذه ساعة الحقيقة بعد مرور حوالي 9 أشهر» على التكليف.

وعلى مدار نحو 9 أشهر، تحول خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 أغسطس 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ بيروت.‏ وتركزت هذه الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه ميليشيا «حزب الله»، على «الثلث المعطل»، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.

وكان الحريري زار أمس القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي عبر عن دعم بلاده للمسار السياسي الذي يتبناه الحريري، من أجل استعادة الاستقرار في لبنان، داعياً الأطراف اللبنانية إلى التكاتف لتسوية الخلافات. فيما أكدت مصادر أن القاهرة أبلغت الحريري أنها ستقود حواراً عربياً لدعم لبنان ومنع تصاعد الأمور.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان: «استقبل الرئيس السيسي الحريري، حيث أكد دعم مصر الكامل للمسار السياسي للحريري الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة»، وشدد على «أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية أي خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها إعلاءً لمصلحة لبنان الوطنية».