أفشلت ميليشيا الحوثي اتفاقاً مع الأمم المتحدة لإجراء صيانة عاجلة وتقييم وضع السفينة صافر التي ترسو في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، حيث وضعت اشتراطات تعجيزية رفضتها الأمم المتحدة، وأكدت أنها لا تتناسب والحالة التي عليها السفينة وسط تحذيرات من أن أنها قد تنفجر في أي لحظة مسببة كارثة بيئية غير مسبوقة.
وعقب لقاء جمع ممثلي الميليشيا مع مكتب الأمم المتحدة لخدمة المشاريع، تم الإعلان عن الفشل في تحقيق أي تقدم بعد أن تمسك ممثلو ميليشيا الحوثي بمطلبهم بإحضار كل قطع الغيار التي يقولون إن السفينة بحاجة لها وإصلاحها في موقعها، فيما أكد خبراء الأمم المتحدة أن مهتمهم ستكون محدودة في تقييم وضع السفينة وإعادة تشغيل بعض المعدات التي تمنع انفجارها وسط ترجيحات باستحالة صيانتها وأنها بحاجة لإفراغ حمولتها التي تزيد على مليون برميل من النفط الخام قبل أن تنفجر.
الميليشيا رفضت الخطة التي اقترحتها الأمم المتحدة لتقييم وضع السفينة وقطع الغيار الضرورية التي ستحملها الفرق الفنية إلى ظهر السفينة الراسية في ميناء رأس عيسى، وقالت إنها كانت تطالب بخطة بديلة بعد تسعة أشهر على المحادثات والعراقيل التي وضعتها الميليشيا وهو ما يفاقم من خطر وقوع الكارثة البيئية في أي وقت وذهبت الميليشيا إلى القول إن الأمم المتحدة إذا لم تقبل شروطها وتقوم بتغيير خطة العمل فإنها ستتحمل مسؤولية الكارثة البيئية المنتظرة.
تحذيرات
هذا الفشل جاء مع تحذيرات جديدة أطلقتها منظمة غرينبيس العالمية المعنية بالبيئة، وقالت فيه إن أيّ ثقب في هيكل السفينة الأوحد سيتسبب في تسرّب نفطي أضخم بأربعة أضعاف من ذلك الذي تسبّبت به سفينة «إيكسون فالديز» في ألاسكا في العام 1989. ومن شأن ذلك أن يحدث كارثة إيكولوجيّة وأن يفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها البلد بشكل لا يوصف، إذ سيمنع الوصول إلى ميناء الحديدة وميناء الصليف الأساسيَّيْن والضروريَّيْن لوصول المساعدات والأغذية والمحروقات وغيرها من الإمدادات.
تعطل
وحذرت المنظمة من أنه مع انقضاء يوم جديد، أصبحت جهود إفراغ السفينة من حمولتها أصعب نتيجة تعطّل المزيد من المعدّات. حالياً، قد تُثقَب السفينة – لا بل قد تنفجر – في أيّ لحظة، ما سيتسبّب بتسرّب النفط الذي تحمله في عرض البحر. وقد يؤدي ذلك إلى كارثة بيئية من شأنها القضاء على سُبُل عيش المجتمعات الساحلية الفقيرة التي تعتمد على صيد الأسماك، كما أنها قد تدمّر الشعاب المرجانية المجاورة وتتسبّب بانسداد محطات تحلية المياه التي توفّر المياه إلى ملايين الأشخاص في المنطقة وتفاقم تداعيات النزاع.
لا وجود لاتفاق
ورغم ادعاءات الحوثي بوجود اتفاق يحدد طبيعة عمل الفرق الفنية التي ستتولى تقييم وضع السفينة وإجراء صيانة عاجلة لها فإن الأمم المتحدة، تؤكد أنه لا يوجد اتفاق بين الجانبين وإنما إطار مرحلي، يفترض موافقة ميليشيا الحوثي عليه، لإنجاز مهمة صيانة السفينة المتهالكة.