انتهت جولة المبعوث الأمريكي هادي عمرو، في كل من تل أبيب ورام الله، دون أن يجرؤ أي مسؤول فلسطيني ادّعاء التفاؤل حيالها، أو التعويل عليها في شيء، طالما أن الإدارة الأمريكية نفسها هي من تقول إن الهدف من هذه الجولة هو تحريك العملية السياسية، ومحاولة التمهيد لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وفيما سلّمت السلطة الفلسطينية عمرو، وهو من الناحية السياسية نائب مساعد لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وثيقة إجراءات من 33 بنداً، بما يشمل القضايا السياسية والأمنية والإقتصادية، واختصاصات أخرى، على طريق استعادة الثقة مع الإدارة الأمريكية، فقد سئم الشارع الفلسطيني كل المواقف اللفظية، والبيانات المكرّرة، ولم يعد يقنع بأقل من المواقف العملية، خصوصاً وأن مسار العملية السياسية يبدو كمن يمشي على البيض!.
لقاءات منفردة
الإدارة الأمريكية بدورها، أعلنت أنها بصدد إعادة افتتاح قنصليتها في القدس، لدفع هذا المسار وتتويجه بخطوات على الأرض، وقبل أن يُغادر، أخذ المبعوث الأمريكي يُعدّ لعقد لقاءات منفردة أخرى مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إضافة إلى لقاءات فلسطينية إسرائيلية قريبة، لبحث إجراءات بناء الثقة، وسبل دفع المسار السياسي إلى الأمام.
وفيما شدد عمرو، على أن الإدارة الأمريكية تنوي تقسيم العملية السياسية إلى مرحلتين، الأولى لتعزيز إجراءات بناء الثقة، والثانية لإطلاق مفاوضات سياسية، فقد أعلن عن مرونة إسرائيلية حيال القضايا الحياتية للسكان الفلسطينيين، كالمياه والأمن والجمارك والشؤون المدنية، بينما لا زالت إسرائيل ترفض المطالب ذات الطابع السياسي.
عموماً، فقد وضع المبعوث الأمريكي، الكرة في الملعبين الإسرائيلي والفلسطيني عندما قال لمسؤولي الجانبين: «عليكم السعي للحل بأنفسكم، ونحن سنقدم لكم المساعدة، إن طلبتم مساعدتنا».
وطبقاً لمقرّبين من هادي عمرو، فقد قفل عائداً إلى بلاده وهو في غاية القلق، من محادثاته مع الجانب الفلسطيني على وجه التحديد، ونقلوا عنه قوله: «لم أر السلطة الفلسطينية في وضع أسوأ من هذه المرة»، فالأوضاع الاقتصادية صعبة، بينما الأمور السياسية معقدة وخطيرة، خصوصاً لجهة غياب شرعية السلطة من وجهة نظر الشارع الفلسطيني.
ووفقاً للكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، فإن السلطة الفلسطينية تنطلق في مواقفها، ليس فقط من الأوهام حول عملية السلام، وإنما أيضاً من الإعتقاد بأن وجود ولو سراب عملية سياسية، يعطيها شرعية ما، ومبرراً للبقاء، منتقداً البطء الشديد حيال حل القضايا المصيرية بالنسبة للشعب الفلسطيني.