لقيت الجزائر تضامناً عربياً ودولياً واسعاً، على إثر حرائق غير مسبوقة في البلاد، فيما اضطر السكان لمغادرة بيوتهم، بعدما حاصرتهم النيران، لا سيما في أعالي ولاية (محافظة) تيزي وزو (100 شرقي العاصمة الجزائرية).
وجددت تونس، أمس، التأكيد على تضامنها المطلق مع الجزائر وشعبها، في مواجهة موجة الحرائق التي اجتاحت الغابات في عدة مدن، وأدت إلى مقتل عشرات المدنيين، وعناصر الجيش والدفاع المدني، وأسفرت عن أضرار فادحة في الممتلكات العامة والخاصة.
وأكدت تونس، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، جاهزيتها التامة واستعدادها الكامل، لتقديم كل الدعم المطلوب في هذا الظرف الطارئ، مقدمة التعازي وأصدق مشاعر المواساة لأسر الضحايا. من جهته، بعث العاهل المغربي، الملك محمد السادس برقية تعزية إلى الرئيس الجزائري جاء فيها:«تلقيت ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ الحرائق المهولة التي اجتاحت غابات بعض الولايات شمال الجزائر، مخلفة العديد من الضحايا». وأعرب الملك محمد السادس عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، مؤكداً تضامن المملكة المطلق مع الجزائر في هذا الظرف العصيب.
وفي وقت سابق، وجّه العاهل المغربي، بوضع طائرتي إطفاء رهن إشارة الجزائر، لمساعدتها على إطفاء حرائق الغابات، التي تعمّ جهات عدّة من البلاد. وأفادت وزارة الخارجية المغربية، في بيان، أن الملك محمد السادس، طلب من وزيري الداخلية والخارجية، أن يعبّرا لنظيريهما الجزائريين، عن استعداد المملكة للإسهام في جهود إطفاء هذه الحرائق، بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية.
مواجهة التحديات
في السياق ذاته، أعربت سلطنة عمان، على لسان وزير خارجيتها، بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، في اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري، رمطان لعمامرة، عن تضامن السلطنة، ووقوفها مع الجزائر في مواجهة التحديات الراهنة. كما اتفقا على ضرورة تعزيز وتنويع الشراكة الثنائية بين البلدين. وفي السياق ذاته، تلقى لعمامرة اتصال تضامن وتعازٍ، من نظيره الكويتي الشيخ أحمد الناصر المحمد الصباح.
وأوضحت الخارجية الجزائرية، أن الشيخ أحمد الناصر المحمد الصباح، أعرب باسمه، وباسم الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، عن كامل تضامن ووقوف دولة الكويت، حكومة وشعباً، إلى جانب الجزائر، في هذه الظروف العصيبة، جراء الحرائق التي تشهدها العديد من ولايات البلاد.
كما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن تعازيه وتضامنه مع الجزائر، في برقية تعزية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، معرباً عن خالص تعازيه للجزائر، قيادة وشعباً، في حرائق الغابات التي شهدتها عدة مناطق من البلاد، وعن تضامن الجامعة العربية الكامل مع الجزائر، وعن ثقته في قدرة القيادة الجزائرية على تجاوز آثار هذه المحنة.
من جهته، أرسل البرلمان العربي تعازيه للرئيس تبون، معرباً عن خالص التعازي وصادق المواساة، لقيادة الجزائر والبرلمان والشعب الجزائري، ولذوي ضحايا الحرائق التي اندلعت بعدد من الولايات. وأكد البرلمان العربي على دعمه وتضامنه الكامل مع الجزائر، في هذا المصاب الجلل، وأن يمن عليها بالأمن والاستقرار.
اتصالات أخرى تلقاها رمطان لعمامرة، من نظيرته الليبية، نجلاء المنقوش، ومن المستشار الرئيس لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، قدما فيها التعازي لأسر ضحايا الحرائق من مدنيين وعسكريين.
وأعربت مصر في وقت سابق أيضاً، عن خالص تعازيها وصادق مواساتها للجزائر، ولأهالي ضحايا الحرائق التي شهدتها مدن جزائرية. وأكدت الخارجية المصرية، وقوف القاهرة التام إلى جانب الجزائر.
عبارات التعازي ومشاعر التضامن، وردت أيضاً من الأردن، التي أعربت عن صادق مواساتها للحكومة والشعب في الجزائر، بضحايا حرائق الغابات.
وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، ضيف الله الفايز «وقوف وتضامن المملكة الأردنية الهاشمية مع الجزائر».
وقدم الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، لنظيره الجزائري، في اتصال هاتفي، تعازيه الخالصة، مؤكداً تضامن بلاده شعباً وحكومة، مع الشعب الجزائري، لتجاوز هذا الظرف العصيب.
شجاعة ومثابرة
ودولياً، أعربت الولايات المتحدة، في بيان لسفارتها في الجزائر، عن «غاية الحزن بسبب الوفيات التي تسببت بها الحرائق في عدة مناطق بالجزائر». ونوهت بأنه «في هذه الأوقات الصعبة، نتقدم بتعازينا للعائلات المتضررة، ونتمنى أن يتحلى الشعب الجزائري بالشجاعة والمثابرة، في مواجهة نتائج هذه الكارثة».
وتأتي ردود الأفعال المتضامنة مع الجزائر، فيما وصلت طائرتان مستأجرتان من نوع «كاندير»، أمس، وطاقمها الخاص، إلى مطار الجزائر الدولي، من أجل المساعدة في إخماد الحرائق.
وكانت الحكومة الجزائرية، أعلنت أن الجزائر توصلت إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، يقضي باستئجار طائرتين لإخماد الحرائق. وكانت الطائرتان قيد الاستغلال في عملية مكافحة الحرائق المشتعلة في اليونان.
واندلعت أمس حرائق جديدة في الجزائر، وفق بيان للمديرية العامة للدفاع المدني، التي تحدثت عن تسجيل 100 حريق عبر 15 ولاية.
وفي هذه الأجواء، أكد رئيس الوزراء الجزائري، أيمن بن عبد الرحمن، أن الحياة ستعود إلى طبيعتها وأحسن مما كانت عليه. في المناطق التي تضررت بفعل الحرائق.
وقال خلال زيارته أمس إلى ولاية تيزي وزو، رفقة وفد وزاري، للوقوف على حجم الخسائر التي خلفتها الحرائق، إن «الحكومة ستمنح يد العون باستمرار لكافة الجزائريين، من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها.. وهذا بالرغم من حقد الحاقدين، وإجرام المجرمين. خاصة أن التحقيقات الأولية، بينت أن الحرائق اندلعت بفعل فاعل، وتحت أيادٍ إجرامية مقصودة».
وشدّد أن الهدف الأول والأخير، هو الحفاظ على صحة المواطن، مؤكداً أن الهبة التضامنية التي شهدتها الجزائر أخيراً، هي عنصر من العناصر المكونة للمجتمع الجزائري.