رغم خسارتها الآلاف من مقاتليها في الهجوم الكبير الذي شنته على محافظة مأرب مطلع العام الجاري، وفشلها في تحقيق أي تقدم، إلا أن ميليشيا الحوثي عادت من جديد لتنفذ مغامرة جديدة بعد أن جندت وحشدت الآلاف من المقاتلين طوال الأشهر الأخيرة، ولكن المغامرة الجديدة دفنت أيضاً على الهضاب الغربية والجنوبية للمحافظة التي باتت عنواناً للمعركة الفاصلة مع ميليشيا الحوثي.

ومع حلول شهر سبتمبر الجاري كانت قيادة الميليشيا استنفرت كل مشرفيها ومسؤوليها لتجنيد الآلاف من الطلاب وصغار السن، ودفعت بهم إلى معسكرات التعبئة الفكرية الطائفية المتطرفة.

ومن ثم أرسلتهم إلى الوديان والشعاب النائية لتلقي تدريبات قتالية في معسكرات استحدثتها هرباً من ضربات مقاتلات التحالف. وخلال الأسبوع الماضي دفعت بهذه المجاميع إلى جبهات جنوب وغرب محافظة مأرب وأمهلت القيادات الميدانية حتى منتصف سبتمبر لاقتحام مأرب، غير أنها تلقت صفعة مدوية لم تتوقعها.

استدراج الجحافل

ووفق مصادر عسكرية فإن قوات الجيش اليمني استدرجت جحافل الميليشيا في جبهتي الكسارة والبلق وجعلتها تتقدم إلى عمق الجبهة، ثم انقضت عليها فقتل وجرح البعض وفر البقية، واستعاد الجيش اليمني عدداً من المواقع في هذه الجبهة، كما ألحق بالميليشيا خسائر إضافية في جبهات جنوب المحافظة وشمالها.

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع اليمنية أنها استعادت عدة مواقع في جبهة الكسارة، ومقتل العشرات من عناصر الميليشيا بعد مواجهات عنيفة شهدتها جبهات غرب مأرب، وتم خلالها تدمير ثلاث عربات نقل، كانت تحمل تعزيزات حوثية، بينما دمر القصف الجوي لمقاتلات تحالف دعم الشرعية 4 عربات مدرعة وقتل كل من كانوا على متنها.

بدورها، حررت القوات الحكومية المسنودة بالقبائل منطقتي ملبودة، وحمّة الذئاب، في جبهة الكسارة، التابعة لمديرية صرواح. فيما تتواصل المواجهات في مواقع بوادي ذنه، ومنطقة القفلات، إلى الشرق من صرواح، والتي تمتد إلى منطقة بني ضبيان، التابعة لمحافظة صنعاء.

خسائر كبيرة

أفشلت القوات اليمنية العديد من الهجمات الحوثية، في جبهات مديريتي رغوان ومدغل، وكبدت الميليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وتركزت المعارك في وادي حلحلان، ومحزام ماس، في مديرية مدغل، ومنطقة العيرف، الواقعة بين مديريتي مدغل، ورغوان.

كما تواصلت المواجهات العنيفة، بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي، في مناطق حيد آل أحمد، والمشيريف، وبقثة، في مديرية رحبة، بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي استهدفت بضربات مركزة مواقع وتعزيزات الميليشيا ودمرت عدداً من الآليات وعربات نقل المقاتلين، وقتلت جميع من كانوا على متنها.