فيما يتجه «إخوان تونس» إلى استجداء التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لبلادهم، أكد الرئيس قيس سعيد أن القرار «لن يكون إلا تونسياً نابعاً من إرادة الشعب».
مشدداً على عدم قبوله المساس بالحقوق والحريات في البلاد. وهو ما عده المراقبون استباقاً منه للقاء الذي سيجمعه بوفد من الكونغرس الأمريكي يزور البلاد هذه الأيام. ويقود الوفد الأمريكي، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي كريس ميرفي، الذي قال إنه سيبحث في الزيارة كيفية حماية الديمقراطية في تونس.
وسيجتمع الوفد الأمريكي اليوم السبت بعدد من ممثلي الأحزاب السياسية وأعضاء البرلمان المجمد وناشطي المجتمع المدني، في ظل جدل واسع حول حملة العلاقات العامة التي ينظمها الإخوان في الولايات المتحدة بهدف استهداف الإجراءات التصحيحية التي اتخذها الرئيس سعيد بدعم شعبي كبير في 25 يوليو الماضي.
وخلال استقباله، إبراهيم بودربالة، عميد الهيئة الوطنية للمحامين، وبشير العبيدي، الكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وبسام الطريفي، نائب رئيس الرابطة، أول من أمس ، قال سعيد: «نحن دولة ذات سيادة نختار ما نريد»، مضيفاً إنه «لا مجال لأن يكون القرار إلا قراراً تونسياً نابعاً من إرادة الشعب».
تونس لكل التونسيين
وأضاف إن «تونس لكل التونسيين ولكل المواطنين الحق في الشغل وفي الحرية وفي الكرامة الوطنية» مؤكداً أنه «لا مجال للمساس بحقوق الإنسان إطلاقاً ولا مجال للمساس بالحقوق والحريات لأننا لن نقبل بذلك أبداً».
وبينما رحب إخوان تونس بزيارة وفد الكونغرس الأمريكي وباللقاءات التي سيعقدها مع قياداتهم، أكّد الحزب الدستوري الحرّ رفض الدعوة من سفير الولايات المتحدة لحضور النائب ثامر سعد مائدة مستديرة بين برلمانيين تونسيين والوفد البرلماني الأمريكي.
وقال الحزب في بيان إنّه رفض الاستجابة للدعوة الأمريكية لحضور المائدة المستديرة المذكورة من منطلق إيمانه بحق الشعب التونسي في تقرير مصيره، وفي إطار احترام السيادة الوطنية التي تقتضي معالجة الأزمات السياسية الداخلية صلب الأطر التونسية - التونسية، وفق ما جاء في نصّ البيان.
حماية السيادة
كما أعلنت حركة الشعب رفض دعوة وجّهتها إليها سفارة الولايات المتحدة لحضور لقاء مع وفد من الكونغرس الأمريكي، في زيارة إلى تونس.
وأكّدت الحركة موقفها المبدئي القاضي بحماية السيادة الوطنية، وعدم السماح لأي جهة خارجية بالتدخل في الشأن التونسي، مؤكّدة «انخراطها الدائم في الذود عن استقلالية القرار الوطني، ومعارضة كل ما من شأنه المس بسيادة تونس وشعبها».
ووصف الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي، محسن النابتي، كل من يلبي دعوة السفارة الأمريكية سواء حزباً أو منظمة أو جمعية أو شخصية لمناقشة الوضع الداخلي التونسي مع وفد من الكونغرس الأمريكي، بالعميل، وفق تعبيره، داعياً الدولة التونسية ووزارة الخارجية تحديداً، إلى تقييد حركة السفراء الأجانب واستدعائهم وتبليغهم رفض تونس أي سلوك يستهدف سيادتها.
وأكد النابتي، «أن التيار الشعبي مع خروج شعبي عارم وشامل يكون رسالة عظيمة مفادها أن السيادة التونسية خط أحمر» وذلك بهدف استكمال «مهام 25 يوليو الماضي من دون ضغوط» على حد قوله.
إلى ذلك، أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، أمس ، أن الاستفتاء لا بد منه في هذه المرحلة، لكن بشرط أن يكون مسبوقاً باستفتاء حول كيفية تمريره والصياغة التي سيكون عليها.