رغم تردي الخدمات الصحية في اليمن بشكل عام نتيجة الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي، إلا أن النساء هن الأكثر معاناة في الحصول على الخدمات والرعاية الصحية، وهو ما يضاعف خطر الولادة المتعسرة، والإصابة بفيروس كورونا. 

 إن وصول النساء إلى الرعاية الصحية بشكل عام محدود أكثر مما هو عليه بالنسبة للرجال، وتشير التقارير الأخيرة إلى أن الوضع يزداد سوءاً، فغالباً ما تصل النساء إلى المرافق الصحية مع وجود مضاعفات تهدد الحياة، بما في ذلك الولادة المتعسرة أو المطولة، بعد فوات الأوان لتحقيق أي نتيجة إيجابية. 

ووفق بيانات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والهجرة الدولية والصحة العالمية، فإن أسباب تدني حصول النساء على الرعاية الصحية سببه النقص العام في الموارد المالية، والتكلفة الباهظة للرعاية الطبية والعمليات (بين 160-400 دولار)، ونقص الوقود الذي يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل، والحواجز المادية مثل الطرق المغلقة أو المدمرة، وإعطاء الأولوية للضروريات الأخرى على صحة المرأة لمكانتها في الأسرة والمجتمع. 

كما يؤدي التأخير في طلب الرعاية الصحية إلى تعريض النساء لخطر حدوث مضاعفات وعواقب صحية ضارة أخرى. في حالة حدوث مضاعفات في الحمل والولادة، فإن المخاطر لا تقتصر على النساء ؛ بل تمتد لتشمل أطفالهم، الذين قد يولدون بجهاز مناعي ضعيف أو حالات أخرى تؤثر على صحتهم ورفاههم. 

ولأن تراجع الحصول على الرعاية الصحية لا يقتصر على صحة الأم. فإن البيانات أظهرت أيضاً أن عدد النساء اللائي يتلقين لقاحات ضد فيروس كورونا أقل بكثير من الرجال. تشمل الأسباب التوقيت وتوافر مراكز التطعيم. المراكز مفتوحة فقط لمدة ثلاث إلى أربع ساعات في اليوم بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونقص الكهرباء. وهذا يؤدي إلى طوابير طويلة وأوقات انتظار، مما يجعل العملية أكثر صعوبة بالنسبة للنساء اللائي لم يتعودن على قضاء فترات طويلة خارج المنزل. 

كما أن مناطق تطعيم النساء غير مستغلة بالكامل. لهذا السبب، تُستخدم الموارد التي يُفترض أنها مخصصة للنساء لتطعيم الرجال، ونظرًا لكون مقدمات الرعاية الأساسية هن من النساء، فمن المرجح أن تكون النساء أكثر تعرضاً للفيروس إذا اخترق المنزل والأكثر احتمالية لنشره داخل الأسرة. 

 ووفق الهجرة الدولية فانه وبين أبريل ويونيو الماضيين، استمر النقل القسري للمهاجرين،ومنذ يوليو الماضي، تأثر ما يقدر بنحو 13 ألف أسرة بالأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة. تسببت الفيضانات في وقوع وفيات وإصابات بين السكان المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، مما ترك الكثيرين في محنة واحتياجات ملحة للمساعدة في الحماية، بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي، والتي يمكن معالجة بعضها من خلال المساعدة النقدية.

 وتشير التوقعات إلى أن آلافاً آخرين سيتأثرون مع استمرار موسم الأمطار. قد يُجبر النازحون داخلياً على اللجوء إلى المدارس أو المباني المهجورة أو مع الأقارب أو العيش في العراء أو في ما تبقى من ملاجئهم المتضررة. سيعرضهم هذا لمخاطر أن يصبحوا بلا مأوى، ويعرضهم لمخاطر الحماية المرتبطة بها، بما في ذلك بسبب الافتقار إلى الخصوصية والاستغلال والإساءة المحتملة.