زيارة وزير الدفاع السوري العماد علي أيوب إلى الأردن، هي الأعلى مستوى بين البلدين منذ بداية الأزمة السورية، حيث اتصفت العلاقات الأردنية السورية بالبرود أحياناً، والتوتّر أحياناً أخرى. عمّان شهدت منذ يونيو الماضي زيارات لعدد من الوزراء والمسؤولين السوريين، وكذلك أرسلت عمّان عدداً من الوفود إلى دمشق لنقاش ملفات اقتصادية كالكهرباء والنفط والتجارة البينية.

ويرى محللون أنّ زيارة وزير الدفاع السوري ذات طابع مختلف. وأنها وإن كانت تتضمن نقاش ملفات الحدود ومكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة، إلا أنّ المعنى الأهم والرسالة الأشمل هي إعادة سوريا إلى الحضن العربي وفتح صفحة جديدة، وإخراجها من حالة العزلة التي عاشتها ونتجت عنها أضرار عمّت المنطقة.

عضو مجلس الأعيان الأردني د. طلال الشرفات، قال إن القضية السورية من الملفات الاستراتيجية بالنسبة للأردن، فهي ترتبط بمنظومة الأمن الوطني الأردني، والأردن معني بتعزيز وتحسين العلاقات مع سوريا، ويهمه استقرارها وعودتها إلى البيت العربي. وأضاف إن زيارة وزير الدفاع السوري ذات أبعاد مختلفة أهمها البعد العسكري وبخاصة ما يحدث في الجنوب السوري، وبالتالي التنسيق المستمر لمحاولة التهدئة في درعا وريفها، وما يتعلق كذلك بالحدود ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والتسلل وغيرها.

سعي عربي

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. غازي ربابعة، قال إن زيارة وزير الدفاع السوري تحمل دلالات متعددة أبرزها سعي الأردن وأيضاً سوريا لإعادة العمل المشترك والتنسيق على مختلف المستويات، بعد سنوات من الجمود في العلاقة. أضاف إن الزيارة تحمل رسائل باتجاهات مختلفة، أولها أهمية وضرورة إنعاش العلاقات لإعادة سوريا إلى الحضن العربي، فهذه الرغبة ليست فقط أردنية فحسب إنما عربية وتحتاج إلى العمل الحثيث حتى لا يتم عزل سوريا. ورأى أن المؤشرات لدى الأردن بدأت باكراً من خلال الحديث عن أهمية الانفتاح على سوريا، وكان لزيارة الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن تأثير على ملف عقوبات قيصر المفروضة على سوريا، وأيضاً كان للروس دور بارز في تحسين هذه العلاقات.

مؤشرات

بدوره، أشار الخبير الاستراتيجي د. عامر السبايلة إلى أن الزيارة كانت متوقعة، إذ إن العديد من الأحداث منذ عودة الملك عبد الله الثاني من واشنطن بدأت تشير إلى رغبة عمان في تفعيل الحدود الأردنية السورية لاستئناف الحركة الاقتصادية، ومن ثم ظهر مشروع خط الغاز الذي فرض التنسيق العلني على الصعيد الأمني والسياسي بين البلدين. وختم بالقول إن الكرة الآن في الملعب السوري في مرحلة «بناء الثقة».