تسبّب استهداف ميليشيا الحوثي للتجمّعات السكنية في مديرية الجوبة جنوب محافظة مأرب، في موجة نزوح جديدة، واستمرار فرض حصار خانق على عشرات آلاف السكان في مديرية العبدية المجاورة، فيما أظهرت بيانات المجموعة الاستشارية لتنسيق مخيمات النازحين، أنّ نحو نصف النازحين يعيشون على بعد خمسة كيلومترات من خطوط المواجهات مع ميليشيا الحوثي.

وذكرت مصادر محلية وسكان، أنّ موجة نزوح شهدتها مديرية الجوبة، إثر استهداف ميليشيا الحوثي سوق المديرية بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا والصواريخ البالستية قصيرة المدى، حيث بدأ السكان في مغادرة مناطقهم باتجاه مركز المحافظة والمناطق البعيدة عن المواجهات، فيما قدرت وحدات تتبع النازحين التابعة لمنظمة الهجرة الدولية، فرار نحو ثلاثة آلاف شخص خلال ستة أيام في الفترة بين 26 سبتمبر الماضي والثاني من أكتوبر الجاري.

بدورها، أكّدت المجموعة الاستشارية الاستراتيجية لتنسيق وإدارة مخيمات النازحين، أنّ أكثر من مليون يمني نازح استقروا في أكثر من 1600 مخيم عشوائي ويحتاجون الدعم لتلبية احتياجاتهم الأساسية، حيث تتغير المواقع وحجم السكان وخصائص هذه المواقع بمرور الوقت.

وأظهرت البيانات، أنّ 76 في المئة من مواقع النازحين داخلياً تفتقر إلى اتفاقيات رسمية لاستئجار الأراضي، ما قد يؤدي لنزوح ثانوي وفي بعض الأحيان يخلق تهديدات بالإخلاء، في حين أنّ 32 في المئة من المواقع معرضة لخطر الفيضانات، و48 في المئة من الأشخاص في مواقع استضافة النازحين داخلياً يتواجدون على بعد خمسة كيلومترات من مناطق الأعمال العدائية.

تردي خدمات

ووفق تقرير المجموعة، فإنّ مواقع النزوح تفتقر للخدمات، إذ إنّ أكثر من نصف المواقع لم يتم الوصول إليها من قبل الجهات الفاعلة الإنسانية، و93 في المئة من الأماكن الشبيهة بالمخيمات في جميع أنحاء البلاد تفتقر إلى الخدمات الأساسية، مثل توزيع المواد الغذائية، وخدمات الحماية، والمياه والصرف الصحي، والتعليم وغيرها، فيما يواجه 83 في المئة من النازحين فجوات كبيرة في الخدمة.

وأكّدت المجموعة، أنّها تهدف إلى تحسين تنسيق الاستجابة المتكاملة متعددة القطاعات على مستوى الموقع، ورفع جودة التدخلات ورصد الخدمات الإنسانية في البيئات المجتمعية، وبناء قدرات السلطات المحلية وأصحاب المصلحة الآخرين، عبر إشراك عدد من أعضاء الكتلة الذين يمثلون مختلف مجموعات أصحاب المصلحة، في صنع السياسات والاستراتيجيات من خلال إدارة توافق الآراء.