سبع سنوات من الانقلاب الحوثي، والميليشيا تمارس أبشع الجرائم الإنسانية من قتل وتشريد وتفجير منازل. وتكشف قصة نجيب الشجاع الوجع ومدى قبح وبشاعة جرائم الميليشيا، إذ داهمت منزل الشجاع في مارس من 2016 واعتقلت الرجال، وطردت الأسرة وفجّرت المنزل بتحويله إلى ركام.

وبعد أربع سنوات من الاعتقال لأسرة الشجاع تم إطلاق سراح بعض أفرادها في العام 2019، في صفقة تبادل قامت بها الحكومة الشرعية مع الميليشيا، ليخرج جميع الأخوة، فيما بقي نجيب بلا أثر ولا يعرف مصيره وفي أي سجن تمّ إيداعه.

بذلت أسرة الشجاع وعلى سنوات جهوداً حثيثة مع ميليشيا الحوثي لإطلاق سراح نجلهم نجيب، إلّا أنّ محاولاتهم باءت بالفشل، في ظل تلاعب وابتزاز ومطالبات مالية ضخمة كفدية لإخراجه، وكان آخر هذه المحاولات في أغسطس الماضي عندما طلبت الميليشيا 20 مليون ريال يمني ما يعادل 18 ألف دولار.

وشرع أخوة نجيب قبيل أيام في البحث تحت أنقاض منزلهم المفجّر ومحاولة جمع ما هو صالح للاستخدام والبحث كذلك عن مقتنيات ثمينة دفنت تحت الأنقاض وأوراق رسمية، إلا أن ذلك قادهم للكشف عن مصير أخيهم نجيب الصادمة، إذ اتضح أنّ كل الإخوة جرى اعتقالهم عدا نجيب الذي كان في الدور الأرضي من المنزل وتمت تصفيته في المنزل وتفجيره عليه ودفنه تحت الركام وإخفاء الأمر عن أهله ليسهل عليها ابتزازهم.

ويقول صادق الشجاع لـ «البيان»: «أثناء الحفر في غرفة نجيب تفاجأنا بوجود بقايا عظام بشرية انقبض قلبي أثناء الحفر وتوقفت عن الحفر خوفاً من الصدمة أن تكون هذه البقايا لأخي، وبعد أن استجمعت قواي مع إخوتي أخرجنا ما تبقى من الرفاة وكشفت لهم ملابسه التي كان يرتديها والأسنان وتفاصيل أخرى أنّها تعود لأخي نجيب وهذا ما أكده البحث الجنائي لاحقاً.

لم تكن هذه هي الفاجعة الوحيدة لأسرة الشجاع إذ فقدوا قبلها أحد أبنائهم في مجزرة كلية المجتمع في ذمار لتتضاعف مأساتهم وتنكأ جراحاتهم.

ست سنوات من الأمل والانتظار تبددت بجريمة بشعة ارتكبتها ميليشيا الحوثي عمداً متجردة من كل معاني الإنسانية بتفجير منزل على رؤوس ساكنيه وتصفية نجيب وإخفاء مصيره بل وابتزاز أسرته. يقول أحمد نجيب وهو نجل القتيل، إنّه كان يأمل في لقاء والده، بعد سنين البعد والانتظار الطويل، لكنه فجع ببقايا جثمان والده تحت ركام المنزل المُفجّر.