تمضي الشرعية في انتصاراتها الباهرة من مأرب، مروراً بمحافظة الجوف وصعدة، وصولاً إلى حجة، على ساحل البحر الأحمر، فيما تواصل التقدم في غرب محافظة تعز وجنوب الحديدة، بعد رفض ميليشيا الحوثي كل مقترحات السلام، وإغلاقها كل أبواب الحوار. وأكّدت مصادر عسكرية، أنّ قوات الشرعية تواصل التقدم في جنوب محافظة مأرب، بالتوازي مع تقدم وحدات من ألوية اليمن السعيد في غرب المحافظة وشمالها، فيما تتقدم وحدات عسكرية في محافظة الجوف، وتقترب من الطريق الرابط بين مأرب ومحافظة صنعاء.

وتترافق هذه الانتصارات، مع استمرار قوات اليمن السعيد في محافظة حجة، تطهير مديرية حريب من الألغام التي زرعتها الميليشيا، بعد أن تمّ حصارها داخلها، وقطعت خطوط إمداداتها إلى المديرية، واستسلام عناصرها التي كانت تتمركز في جنوب عاصمة المديرية. ووزعت قوات الشرعية، مقاطع مصورة لعملية استهداف هذه العناصر، التي تحصنت وسط أحياء المدينة الخالية من السكان، حيث تم استهداف هذه العناصر، ودك تحصيناتها، ومقتل العشرات ممن رفضوا الاستسلام.

وتتزامن هذه التطوّرات، مع تأكيد مفوضية الأمم المتحدة، أنّ أكثر من 13.000 يمني اضطروا للنزوح من منازلهم خلال الشهر الأول من العام الجاري، بعدما صعدت الميليشيا عملياتها العسكرية، ورفضت كل مقترحات التهدئة، وخطة الأمم المتحدة لوقف القتال، والعودة لطاولة المفاوضات. ووفق المفوضية، فإنّ هؤلاء النازحين يضافون إلى من أجبروا على النزوح في اليمن، والمقدر عددهم بـ 4.2 ملايين شخص، مشيرة إلى أنّها تواصل عملها في تقييم الاحتياجات، وتقديم الدعم للعائلات النازحة.

بدورها، قالت المنظمة الدولية للهجرة، إنّ أكثر من ثمانية آلاف شخص، نزحوا في محافظة مأرب وحدها، بين ديسمبر 2021 ويناير 2022، وأنّ معظمهم من الفارين من مواقع النازحين داخلياً، حيث سقطت أربعة صواريخ باليستية، أطلقتها الميليشيا بالقرب من 12 موقعاً للنازحين داخلياً.

ويقدّر شركاء العمل الإنساني، أنه من المحتمل إخلاء 11 موقعاً تديرها المجموعات، بالقرب من خطوط المواجهة النشطة، ويقدر عدد سكانها بنحو 4600 عائلة، حال استمر تزايد الهجمات، إذ تشير التقارير الأولية، إلى تضرّر الممتلكات المدنية والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والجسور والطرق.

وتفيد التقارير، بأن الوضع الإنساني مستمر في التدهور بمديريتي الجوبة وحريب، وأجزاء من مديرية صرواح، حيث قام الشركاء في المجال الإنساني بتعليق العمليات مؤقتاً في مناطق خط المواجهة، بسبب التصعيد الحوثي المستمر، على أن ستستأنف العمليات بمجرد تحسّن الأوضاع.