تمثل تعز أطول ساحة معركة في اليمن، حيث يتحمل السكان هناك وطأة الصراع الذي طال أمده منذ اندلاعه في عام 2015، وأرهق العنف السكان الذين لم يتمكنوا من الفرار من هناك ويعيشون بين أصوات اشتباكات وقصف وانفجارات بشكل دائم في بلد يهدد فيه انعدام الأمن الغذائي بالفعل أكثر من 16.2 مليون شخص.
وتقول ماجدة (40 عاماً)، وهي أرملة وأم لثلاثة أطفال تعيش في الجزء الشمالي من المدينة، إن جدران المنزل تتعرض للقصف بشكل متكرر. لكن ليس بمقدورها مغادرة المنطقة والاستئجار في مكان أكثر أماناً، لأنها وغيرها الكثير لا يملكون الأموال اللازمة لذلك، ولهذا ليس لديهم خيار آخر سوى البقاء والعيش في حالة دائمة من الخوف.
ووفق تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر تزداد بشدة الاحتياجات الغذائية والمياه بشكل خطير في تعز وغيرها من المناطق المجاورة التي تأثرت بشدة بالعنف المستمر.
وفي ظل هذه الوضعية أصبح الوصول إلى الاحتياجات الأساسية الأخرى مثل الرعاية الصحية الأساسية محدود بشكل خطير في هذه المناطق. كما أصبح الوصول إلى المرافق الصحية ترفاً لأن ذلك يتطلب دفع مبلغ إضافي مقابل النقل لأن السائقين غير مستعدين للحضور إلى تلك المنطقة لأسباب تتعلق بالسلامة. في حين أن 20.1 مليوناً، من إجمالي عدد السكان البالغ 30.5 مليون نسمة، يفتقرون إلى الرعاية الصحية الأساسية. وفقط 51٪ من المرافق الصحية في الخدمة.
وحسب بيانات المنظمات الإغاثية أدت الاشتباكات والقصف المستمر على الأحياء الواقعة على الجبهات في تعز إلى انتشار مشكلات الصحة النفسية بين السكان، وخاصة الأطفال. ويقول السكان إنه وعندما تسقط القذائف على الحي، يتشبث الأطفال بشدة بملابس أسرهم ويصرخون. ويؤكدون أن الكثير من الناس «قد فقدوا عقولهم بعد سبع سنوات من العيش في مناطق أصبحت فيها الاشتباكات والقصف جزءاً من الحياة اليومية» وأملهم هو الحصول على كيس دقيق وبطانية.
وإلى جانب هذه المخاطر فإن وجود الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة يمثل خطراً كبيراً على الناس في جميع أنحاء اليمن، لكن التلوث مرتفع بشكل خاص على طول الساحل الغربي للبلاد، بالقرب من ميناء الحديدة الاستراتيجي، في محافظة تعز وأخيراً حول مأرب.