أشاع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، أجواء من التفاؤل في كل أنحاء البلاد، وعزّز الآمال بقرب حلول السلام، وطي صفحة الحرب، فضلاً عن أنّ المجلس الجديد، أحرج الحوثيين، عبر خطابه الملتزم بالسلام، ووضعهم أمام استحقاقات للخروج بالبلاد من النفق المظلم الذي تعيش فيه منذ 2014.
ومع اكتمال نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي، الذي يضم الفاعلين على الأرض، توالت الدعوات لاصطفاف اليمنيين خلف القيادة الجديدة، ومساندة خيار السلام، بعد أن أقرّ المشاركون في مشاورات الرياض، إسقاط الخيار العسكري. وكانت أصداء هذا التغيير واضحة في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث ينظر السكان إلى المجلس الرئاسي، على أنّه نافذة أمل لاستعادة السلام وإنهاء معاناة الملايين.
وأكّد مراقبون في تصريحات لـ «البيان»، أنّ اليمنيين ظلوا يتابعون أخبار إعلان المجلس الرئاسي، مشيرين إلى أنّ تأكيد المجلس اعتزامه العمل من أجل إنهاء الحرب، جعل الناس تستعيد الأمل بقرب الخلاص من الحرب والدمار. وأوضح المراقبون، أنّ اليمنيين مطالبون بالوقوف إلى جانب القيادة الوطنية الجديدة، لاستعادة الدولة اليمنية.
مرحلة جديدة
ويرى الكاتب صادق القاضي، أنّ التغيير الأخير في رأس هرم القيادة السياسية، مؤشر قوي على المشهد في اليمن، على أعتاب مرحلة جديدة، مختلفة بشكل إيجابي، مضيفاً: «هذا التغيير لم يكن تقليدياً أو شكلياً، لم يتم باستبدال أشخاص بأشخاص آخرين، بل يمكن الحديث بثقة عن تغير الشرعية بشكل جذري وشامل، من حيث الكينونة والكيان والوظيفة، عوداً بالقضية اليمنية إلى مسارها الصحيح».
وأوضح القاضي أنّ الأهم في هذا التغيير، يتمثّل في أنّ معظم الأعضاء الثمانية للمجلس الرئاسي، ذوي خلفيات عسكرية، وقيادات لكيانات عسكرية كبيرة ونوعية، ما يؤكد قدرتهم على التغيير. بدوره، شدّد الصحافي، مصطفى غليس، على أنّ تشكيل مجلس رئاسي، وحّد كل الأطراف اليمنية خلف مطلب إنهاء الحرب والمعاناة، مشيراً إلى أنّ الوقت قد حان لللتوافق واستعادة الجمهورية، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني. ومع تأكيد المجلس الرئاسي، التزامه بالعمل على إنهاء الحرب، وجد الحوثيون أنفسهم عاجزون عن تبرير استمرار خرق الهدنة.