لمساجد البلدة القديمة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، خصوصية تختلف عن غيرها خلال شهر رمضان المبارك، الأمر الذي يجعلها قبلة للباحثين عن الخشوع والراحة سواء في ساعات النهار، حيث اكتظاظ الأسواق، أو مع ساعات ما بعد المغرب وبدء صلاة التراويح والقيام، ويجد كثير من الأهالي في مسجد النصر أحد أقدم المساجد في المدينة، ملاذًا تهفو إليه أرواحهم وأجسادهم في آن واحد، فبقبته الخضراء المرتفعة التي تعتبر من أعلى القباب في فلسطين، بعد قبة الصخرة، وضخامة مبناه، أصبح معلماً دينياً يميز نابلس.
زهير الدبعي المدير الأسبق للأوقاف والشؤون الدينية في نابلس يقول لـ«البيان»، إن مسجد النصر من أكبر مساجد نابلس وأقدمها، تبلغ مساحته ألف متر مربع، وبني في العام 1187م، ويقع في منطقة باب الساحة وسط البلدة القديمة في نابلس، ويطل على معلمين تاريخيين في المدينة، وهما باب الساحة وبرج ساعة المنارة.
ويتابع: «لعل أبرز ما يميز مسجد النصر مبناه الضخم، وقبته الخضراء الكبيرة ذات التصميم الفريد مع ثماني قباب خضراء صغيرة تحيط بها، مرتكزة على أقواسٍ كبيرة، وهذه الأقواس ترتكز على أقواسٍ أخرى أصغر منها، مما أعطت مظهراً مهيباً ورائعاً للمسجد، ولون القبة الأخضر يرمز لانتصارات المسلمين»، في حين أن كل ضلعٍ من أضلاع القبة فيه ثلاث نوافذ مقوسة الشكل تساعد في إضاءة المسجد، وعلى جوانبه نوافذ مربعة تعلوها نوافذ بشكل نصف دائري، ونوافذ المسجد مجتمعة تبلغ 72 نافذة، وعدد أعمدته 32 عموداً منها الأسطواني بلونٍ أبيضٍ رخامي، ومنها المربع باللون الأخضر، أما مئذنته الأسطوانية؛ فهي تتميز بنقوشها الجميلة.
وذكر الدبعي أن المسجد رمم عدة مرات، مرة بعد أن تصدعت جدرانه في أعقاب الزلزال الذي ضرب مدينة نابلس في العام 1927، وفي أعقاب الطوفان الذي اجتاح المدينة في العام 1933 تعرضت جدرانه لخطر السقوط والانهيار، فجدد المجلس الشرعي الإسلامي ترميمه وبناءه.