تقترب مدينة تعز اليمنية من كسر الحصار، الذي يفرضه الحوثيون عليها منذ سبعة أعوام، بجهود محلية وإقليمية ودولية، وإنهاء معاناة مئات الآلاف من سكانها، وثلاثة ملايين آخرين يعيشون في أريافها، عانوا خلالها من صعوبات شديدة في التنقل وإيصال الأغدية والوقود والأدوية، ويقطعون معها المسافة، التي كانت تقطع بعشر دقائق بنحو عشر ساعات.
وفيما تتواصل الاجتماعات في العاصمة الأردنية بين الجانب الحكومي والحوثيين للاتفاق على فتح الطريق المؤدي إلى تعز، وبقية المحافظات أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أن اليمنيين عانوا لفترة طويلة من أثر إغلاق الطرق، وأن فتح الطرق في تعز وغيرها من المناطق أصبح عنصراً جوهرياً من الهدنة، إذ سيسمح ذلك بلمّ شمل العائلات التي فرقتها جبهات النزاع، ويتيح للأطفال أن يذهبوا إلى المدارس، وللمدنيين أن يصلوا إلى أماكن عملهم والمستشفيات، واستعادة حركة التجارة الحيوية، ودعا المتحاورين للتفاوض بحسن نية للتوصل بشكل عاجل إلى اتفاق يُسَهِّل حرية التنقل، ويؤدي إلى تحسين ظروف المدنيين.
تقدم ملموس
ونبه غروندبورغ إلى أنه وخلال الهدنة أحرزت الأطراف تقدماً ملموساً مهماً في الاتفاق على استئناف الرحلات التجارية الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي، حيث سافر حتى الآن أكثر من 1000 راكب على هذه الرحلات، وتجري الآن استعدادات لاستئناف الرحلات التجارية بين صنعاء والقاهرة، مصر، وأن ذلك «سيسمح ذلك لمزيد من اليمنيين بالسفر إلى الخارج للحصول على الرعاية الطبية وفرص التعليم والتجارة، وزيارة عائلاتهم في الخارج».
إنجاح الهدنة
بعد يوم من خروج تظاهرات لكسر حضار تعز، دعا نشطاء ومثقفون إلى إنجاح الهدنة وتمديدها، وأكدوا أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الحصار على تعز، والشروع في فتح الطرق إلى بقية المحافظات والذهاب إلى محادثات سلام شاملة تعيد الاستقرار إلى هذا البلد.
وقال ناشط: نحن سُعداء بعودة الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء، وسعداء بتخفيف معاناة المرضى عبر تسهيل سفرهم، ونتمنى أن نسعد أيضاً بفتح الحصار المفروض علينا في مدينة تعز، فيما أكد محافظ تعز نبيل شمسان أن رفع الحصار وفتح الطرقات يعد من أهم المعالجات الإنسانية لكل أبناء اليمن ولا يمكن القبول بمعالجات جزئية لا تؤدي إلى فك الحصار وفتح الطرق الرئيسية للمحافظة.
محافظ تعز نبيل شمسان رحب أيضاً بالمبادرة الأحادية، التي أطلقها عضو المجلس الرئاسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، والمتمثلة بفتح الطرقات المؤدية إلى محافظة الحديدة ومحافظة تعز وغيرها من المناطق، وأيضاً ترميم وإصلاح الكباري وهي جاهزة الآن إلا أن ميليشيا الحوثي متعنته بعدم فتح الطرق، مؤكداً أن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لتأكيد حرصه على السلام، والذي يجب أن تكون تعز محط أنظارهم ليكتمل دورهم الحقيقي والفاعل في بناء عملية السلام.
انفتاح
المسؤولون اليمنيون أكدوا بدورهم أن الملف الإنساني حزمة متكاملة غير قابلة للتجزئة، وأنه وبعد تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء والسماح بتدفق الوقود عبر ميناء الحديدة فإن من المؤسف أن تظل الطرقات إلى تعز مغلقة ومحاولة تحويل القضية إلى موضوع مساومة، والحصول على مكاسب عسكرية، وأوضحوا أنهم منفتحون على كل المقترحات، التي تساعد على التخفيف من معاناة المدنيين وأن الجانب الحكومي قدم تنازلات كبيرة من أجل استئناف الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وتدفق الوقود عبر ميناء الحديدة، وأنه سيبذل كل جهد ممكن في سبيل تمديد الهدنة وفتح الطرقات وإنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة في الوصول إلى محادثات سلام شاملة.