وافقت الحكومة الشرعية في اليمن والحوثيون، أمس، على تمديد الهدنة الحالية لمدة شهرين إضافيين، وسط ترحيب شعبي ودولي كبير.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان: «أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل إيجابي لاقتراح الأمم المتحدة تجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين». وتدخل الهدنة المجددة حيز التنفيذ اليوم الجمعة عند انتهاء الهدنة الحالية الخميس.

وأضاف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن: «شهد اليمنيون الفوائد الملموسة للهدنة خلال الشهرين الماضيين. فقد انخفض عدد الضحايا المدنيين بشكل كبير، ودخل المزيد من الوقود إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، واستأنفت الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي، بعد ما يقرب من 6 سنوات على الإغلاق».

وأشاد المبعوث بـ«اتخاذ الأطراف هذه الخطوات، وبموافقتهم على تجديد الهدنة»، مضيفاً: «تمثل الهدنة تحولاً كبيراً في مسار الحرب تم تحقيقه من خلال اتخاذ قرار مسؤول وشجاع من قبل الأطراف. لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما فيما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله».

وقوبل تمديد الهدنة بترحيب يمني وعربي ودولي واسع حيث رحبت بهذه الخطوة كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان فيما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف أن الاتفاق على تمديد الهدنة «يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية».

مثمناً جهود المبعوث الأممي وقيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وكافة الأطراف في تمديد الهدنة قائلاً: إنها «تعمل على استمرار تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن».

قيادة شجاعة

دولياً، رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بتمديد الهدنة. وقال إن السعودية أظهرت «قيادة شجاعة» من خلال التصديق على البنود وتنفيذها.

وأضاف في بيان «كان الشهران الماضيان في اليمن من بين الفترات الأكثر سلماً منذ بدأت الحرب الرهيبة قبل سبع سنوات بفضل الهدنة التي أبرمت في أبريل». وقال بايدن إن سلطنة عمان ومصر والأردن لعبت دوراً جعل من عملية الهدنة أمراً ممكناً. وأضاف «الولايات المتحدة ستظل مشاركة في هذه العملية على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة».

من جهتها،، قالت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، إن سفراء الاتحاد يرحبون بتمديد الهدنة. وأوضحت البعثة عبر حسابها على تويتر أن السفراء عبروا عن أملهم في أن يؤدي تمديد الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدين ضرورة إعادة فتح الطرق حول تعز. كما رحبت كل من بريطانيا ومنظمة التعاون الإسلامي بتمديد الهدنة.

ترحيب شعبي

إلى ذلك، قال سكان في مناطق مختلفة من اليمن إن تمديد الهدنة يعني ارتفاع منسوب الآمال بإمكانية المضي نحو السلام واستمرار وقف إطلاق النار ووقف نزيف الدماء إلى جانب تدفق الوقود إلى ميناء الحديدة والرحلات التجارية إلى كل من مصر والأردن.

وتطلعوا أن يتمكن الوسطاء من إقناع الحوثيين بفتح الطرق إلى مدينة تعز المحاصرة منذ سبع سنوات. وكذلك الطرق التجارية الأخرى التي تربط ميناء عدن بمناطق سيطرة الحوثيين، بما ينعكس على وصول البضائع وخفض أسعارها بعد أن تسبب إغلاق الطرق في زيادة كبيرة في تكاليف النقل.

كما ضاعفت الجبايات في النقاط وكذلك المنافذ الجمركية التي استحدثها الحوثيون من أسعار السلع وتأخر وصولها. كما أدى الإغلاق إلى معاناة كبيرة في التنقل بين المحافظات، حيث ارتفعت مدة السفر من صنعاء إلى عدن من 6 ساعات إلى 18 ساعة.