لا يزال أهالي تعز يعانون منذ نحو 6 سنوات من الحصار الحوثي للمدينة، فلا يجدون أمامهم سوى الطرقات الوعرة والضيقة المحفوفة بالمخاطر، سبيلاً للعيش، فيما تضغط الأمم المتحدة من أجل إعادة فتح طرق تعز وفك الحصار عن سكانها.

حول هذا الملف، أظهر استطلاع أجرته «البيان» عبر موقعها الإلكتروني، وحسابها في «تويتر» تبايناً في الآراء بشأن إمكانية نجاح جهود الأمم المتحدة في فك الحصار، الذي يفرضه الحوثيون على تعز، ففيما ذهب 54 في المئة من المستطلعين عبر الموقع إلى أن الجهود الأممية ستنجح في فك الحصار، لم يبدِ 46 في المئة أي تفاؤل بشأن نجاح الأمم المتحدة في إحداث اختراق في هذا الملف، وبينما توقع 29.5 في المئة من المستطلعين عبر «تويتر» فشل جهود الأمم المتحدة في فك حصار تعز، قال 70.5 في المئة: إن هذه الجهود لن تنجح في المهمة.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات في الجامعة الأردنية، د. حسن المومني أن هناك مؤشرات على تبلور ترتيبات سيشهدها المستقبل القريب بين أطراف النزاع في اليمن، مشيراً إلى أن ما حدث خلال الأسابيع الأخيرة من تمديد للهدنة وإعادة فتح مطار صنعاء وغيرها من القضايا يعد من النجاحات التي يمكن البناء عليها، تمهيداً للتوجه إلى طاولة الحوار والانتقال إلى العالمية السياسية التوافقية.

وأوضح المومني أن تمديد الهدنة سيشكل الأرضية المناسبة لبناء الثقة بين الحكومة الشرعية والحوثيين، فضلاً عن التطورات الإقليمية، التي تصب في صالح التهدئة، مبيناً أن الحديث عن حصار تعز كان إحدى القضايا، التي أفرزها النزاع، وأن من الطبيعي أن يكون فك الحصار أحد الملفات الرئيسة، التي من الممكن أن يتم الاتفاق بشأنها. وأضاف المومني: «التوجه نحو تفعيل المسار السياسي أمر في منتهى الأهمية، الشعب اليمني يعايش واقعاً مؤلماً، والاتفاق سيدفع المساعي الدولية لمساعدة اليمن على إعادة البناء من جديد، وبالتالي يمكن أن ترى فرص إحلال السلام النور».

أهمية تهدئة
بدوره، أشار الخبير الاستراتيجي، د. عامر السبايلة إلى أن تناول ملف فك الحصار عن تعز في هذا التوقيت لا يزال مبكراً، لافتاً إلى أن فك الحصار لن يكون دون تقديم مكتسبات. وشدد السبايلة على أهمية التهدئة في هذه المرحلة، وفتح قنوات الحوار بين الأطراف المتصارعة، التي من شأنها كسر الجمود وتهيئة المناخ لانطلاق عملية سياسية تؤدي إلى استقرار اليمن، مردفاً: «دون هذه العملية ستبقى النزيف مستمراً، ومعاناة الشعب اليمني على حالها».