رغم رفض الحوثيين تنفيذ ما عليهم من التزامات نص عليها اتفاق الهدنة بشأن فتح الطرق إلى مدينة تعز المحاصرة وبقية المحافظات، ووسط مخاوف من أن يؤدي هذا الموقف إلى انهيار كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام، أكد متحدثون في جلسة لمجلس الأمن الدولي كرست لمناقشة تطورات الهدنة في اليمن، على ضرورة البناء على الهدنة وتحويلها إلى اتفاق دائم للسلام، فيما ينتظر المبعوث الأممي هانس غروندبورغ أن يتلقى رداً من الحوثيين خلال الفترة المتبقية من الهدنة بقبول مقترح بشأن فتح الطرق إلى مدينة تعز وغيرها من المحافظات.

وخلال الجلسة قال المبعوث الأممي إن الأسابيع الماضية كشفت هشاشة الهدنة وأظهرت أنَّ التأخير في تنفيذ بنودها قد يهدد بهدمها بالكامل، كما أن استخدام الخطاب الإعلامي التصعيدي يقوض الهدنة. وأضاف أنه خلال فترة الشهر ونصف الشهر القادمة، سيعمل مع الأطراف لضمان تنفيذ عناصر الهدنة وتمتينها بما في ذلك فتح الطرق وتحقيق حلول أكثر استدامة للاحتياجات الاقتصادية والأمنية. وأشار إلى أنه يخطط للشروع في مفاوضات على المسارين: الاقتصادي والأمني.

وأكد المبعوث الأممي مخاوفه من ضياع الهدنة التي خففت من الضغوط على دخول الوقود، وقلَّلت إلى درجة كبيرة من طوابير الوقوف عند محطات الوقود، كما سمحت لليمنيين بالانتقال بسهولة أكثر في جميع أنحاء البلاد. وشدد على أهمية تخفيف وطأة المعاناة عن أهل تعز من حيث الإعاقات الهائلة لحرية الحركة. وقال إن الرحلة من عدن استغرقت ست ساعات على طول طريق جبلي متعرج، في حين أن هذه الرحلة ما كانت لتستغرق أكثر من ثلاث ساعات باستخدام الطريق الرئيسي.

شهران حاسمان
هذا التفاؤل ساندته مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد التي أكدت أن الشهرين المقبلين حاسمان لجهود السلام طويلة المدى، وحثت كافة الأطراف على التعاون الكامل مع المبعوث الأممي فيما يبني على الهدنة لإطلاق عملية سياسية شاملة ومتكاملة، فالتسوية السياسية هي الطريقة الوحيدة – وشددت على إنها الطريقة الوحيدة لتوفير سلام حقيقي ودائم للشعب اليمني، ويجب أن تشمل هذه العملية أصوات النساء والمجتمع المدني وأفراد الفئات المهمشة الأخرى.