رغم الآمال الكبيرة التي علقت على اتفاق الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بأن تكون بوابة للسلام في اليمن إلا أن الحوثيين يصرون على إجهاض تطلعات اليمنيين في استعادة السلام والاستقرار وإنهاء الحرب، حيث أغلقوا البواب أمام المضي في تعزيز مكاسب الهدنة وفق تأكيد مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبورغ برفضهم تنفيذ البند الأخير في بنود الهدنة والخاص بفتح الطرق إلى مدينة تعز المحاصرة منذ سبعة أعوام.
وفيها كان اليمنيون يتطلعون إلى الدخول في معالجة الملف الاقتصادي بما يشكله من توحيد العملة وإنهاء الانقسام المالي وتوحيد عائدات الخزينة العامة وصرف رواتب مئات الآلاف من الموظفين الذين قطع الحوثيون رواتبهم منذ ستة أعوام، فوجئوا بأن الحوثيين أعادوا الهدنة إلى نقطة الصفر وأن الرهان على تمديدها بات صعباً رغم الضغوط الكبيرة التي يمارسها الوسطاء الإقليميون والدوليون. وهو ما أقر به غروندبورغ في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن.
الجانب الحكومي حذر من تداعيات إنسانية واقتصادية هائلة من الصعب قياسها بسبب استمرار تمسك الحوثيين بخيار التصعيد الذي تسبب في أسوء أزمة إنسانية في العالم. حيث قدمت الحكومة كامل الدعم لمساعي وجهود غروندبرغ، ووافقت على تمديد الهدنة باعتبارها «نافذة أمل لليمنيين نحو وقف شامل لإطلاق النار واستئناف مسار الحل السياسي للصراع».
وخلافاً لذلك تعامل الحوثيون بسياسة المراوغة مع الهدنة وجهود إحلال السلام منذ البداية،. حيث رفضوا تسمية فريقهم المفاوض بشأن ملف الطرق إلى تعز وبقية المحافظات لأكثر من 6 أسابيع، ومن بعد ذلك رفضوا الانخراط في محادثات فتح الطرق الرئيسة وأصروا على مناقشة فتح طرق فرعية، وأخيراً رفضوا احدث مقترحات قدمها المبعوث الأممي والذي ذهب إلى صنعاء لمقابلة زعيم الحوثيين في محاولة لإقناعه بقبول تلك المقترحات حتى أوصلوا الهدنة إلى طريق مسدود. ووفق ما أكده مصدران في الفريق المفاوض عن الجانب الحكومي لـ«البيان» حاول المبعوث الأممي فتح مناقشة الملف الاقتصادي والموارد وإنهاء الانقسام المالي وترك الباب مفتوحاً أمام مساعي إقناع الحوثيين بفتح طريقي رئيس على الأقل إلى مدينة تعز.