أظهر تقرير إنساني ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية في اليمن خلال الأربعة أشهر الأخيرة، تزامناً وتقليص الأمم المتحدة مساعداتها لأكثر من 13 مليون شخص إلى النصف وأقل من النصف، ما يهدد بتعرض ملايين الناس لخطر الجوع، حيث تسعى الحكومة للحصول على دعم أوروبي لشراء القمح مع قرب انتهاء المخزون. وحذرت منظمة «أوكسفام» الإنسانية من أن اليمن يواجه ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار المواد الغذائية مما يعرض ملايين الأشخاص لخطر الجوع الكارثي. وقالت إن «اليمن استنفد بالفعل طوال سبع سنوات من الصراع، وقد تضرر بشدة من أزمات الغذاء العالمية المتفاقمة. حيث ارتفعت أسعار القمح والدقيق وزيت الطهي والبيض والسكر بأكثر من الثلث منذ مارس». وأضافت أن اليمن لم يشهد مثل هذه الارتفاعات في الأسعار منذ بداية الصراع. 

ولأن اليمن يستورد 90 في المئة من احتياجاته الغذائية، بما في ذلك 42 في المئة من القمح من أوكرانيا. حذر المستوردون من أن المخزونات قد تنفد في الأشهر المقبلة وأن الزيادة العالمية في التكاليف ستشكل تحدياً لقدرتهم على تأمين واردات القمح إلى اليمن. حتى بعد الإعلان عن استئناف أوكرانيا تصدير الحبوب، لأن آثار الاضطراب الكبير في الإمدادات الغذائية ستظل محسوسة لبعض الوقت في المستقبل. وقالت المنظمة إن أي انخفاض في الأسعار العالمية قد يكون قصير الأجل وقد لا يترجم إلى انخفاض في التكلفة بالنسبة لليمنيين العاديين. 

وفي بلد يعتمد فيه الكثير من الناس على الخبز في معظم طعامهم اليومي للبقاء على قيد الحياة، قد يدفع هذا الملايين نحو المجاعة. ويقول، مدير منظمة أوكسفام في اليمن فيران بويج: «إن هذا الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية يهدد حياة ملايين الأشخاص الذين يواجهون الآن خطر المجاعة الحقيقي، حيث دفعت العائلات إلى حافة الهاوية بسبب سنوات الصراع تميل إلى حافة الهاوية مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية إلى ما هو أبعد من متناولها» وأضاف «يجب على قادة العالم التحرك على الفور لمنع الجوع الكارثي وتفاقم الأزمة الإنسانية».

ووفق ما جاء في التقرير فإنه بين مارس ويونيو الماضيين، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 45 في المئة، حيث زاد سعر الطحين بـ38 في المئة وزيت الطهي بـ45 في المئة وارتفع سعر السكر بـ36 في المئة وزاد الأرز بـ30 في المئة كما ارتفعت الفاصولياء المعلبة بـ38 في المئة وزاد الحليب المجفف بـ36 في المئة، كما زاد البيض بـ35 في المئة، ومع هذه الزيادة وفقاً لتقرير «اوكسفام» ارتفع متوسط السعر المحلي لسلة الغذاء بـ48 في المئة منذ ديسمبر الماضي و 25 في المئة منذ بداية العام الجاري. 

 كما ارتفعت أسعار البنزين والديزل بـ43 في المئة في الربع الأول من العام الجاري. وتسببت هذه الزيادة في رفع تكلفة الوقود والجفاف غير المعقول الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم في مزيد من المعاناة، وخاصة بالنسبة للمزارعين.