في قلب الصحراء يعاني مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية من نقص المياه وسوء الأحوال الخدمية، فيما تغيب المنظمات الإنسانية والأممية عن تقديم الاحتياجات اللازمة لآلاف العائلات القاطنة في هذا المخيم وسط لهيب الصيف والتغيرات المناخية التي حولت الأرض إلى كتلة ملتهبة.

وأطلق ناشطون ومنظمات معنية بشؤون اللاجئين هاشتاق على وسائل التواصل الاجتماعي «#انقذوا - مخيم - الركبان»، من أجل لفت أنظار المنظمات الإنسانية العاملة في المجال السوري، بعد أن خفضت منظمات تابعة للأمم المتحدة كمية المياه إلى النصف في هذا الصيف فيما يعيش ما يقارب 7500 لاجئ في هذه المخيمات ويفتقدون لأدنى مقومات الحياة.

وفي تصريح لمنسق العلاقات العامة في المخيم محمد الفضيل قال في تصريح لـ«الببان» إن المخيم مهدد بالعطش والجوع، فضلاً عن غياب الاحتياجات الأولية للحياة في ظل ارتفاع حرارة الصيف التي بلغت 50 درجة الأسبوع الماضي، داعياً المنظمات الإنسانية إلى العمل بشكل جاد لإنقاذ المخيم من هذه المأساة.

وأضاف، أن ارتفاع درجات الحرارة نشرت الأوبئة والقارب والأفاعي في محيط المخيم وفي الكثير من الخيم على الأطراف، مشيراً إلى أن المراكز الطبية تفتقد للأمصال المضادة لسموم الأفاعي والعقارب، إذ إن المراكز الطبية لا تحتوي على مثل هذه المضادات.

وكشف عن وقوع حالات تسمم بالعقارب، خصوصاً بين الأطفال الذين لا يقيمون كثيراً في الخيم في فصل الصيف، بسبب صعوبة الحياة فيها ويلتجئون إلى اللهو في المناطق المفتوحة، مناشداً المنظمات الدولية النظر في مشكلة المخيم وتأمين المياه والأمصال المضادة لسموم الزواحف.

وتساءلت إحدى السيدات غالية الأفندي التي لجأت إلى المخيم منذ ثلاث سنوات، القاطنات في المخيم باتصال هاتفي، كيف تقبل الإنسانية وجود هذا الكم من البشر وسط الصحراء دون مساعدات إنسانية، خصوصاً في فصل الصيف، إننا هنا في العراء ولا نطالب إلا بالماء وبعض المساعدات البسيطة!

وأضافت، أن الحياة باتت شبه مستحيلة في هذا المخيم، فهي عبارة عن جحيم يتفاقم في كل يوم ولا حول لنا ولا قوة سوى الاستمرار حتى النهاية في ظل غياب المساعدات، وكل ما نرجوه في هذه الأيام هي توفير كمية مناسبة من المياه حتى تستمر الحياة.