رغم الظروف التي يعيشها اليمن، والقيود المجتمعية وتحريض الجماعات المتطرفة، إلا أن النساء في محافظة حضرموت استطعن التغلب على كل تلك الصعوبات واقتحمن عالم الصحافة وسجلن حضوراً مشهوداً ساعد على تغيير وجهة نظر المجتمع التي كانت تحدد المهن التي ينبغي على المرأة العمل فيها وبالذات في قطاعي التعليم والصحة، ومع ذلك فإن ذلك ليس غاية طموحاتهن بل إنهن يتطلعن إلى تحقيق مكاسب أكبر من ذلك. 

ووفق ما تذكره الصحافية عبير واكد، فإن دخولها المجال الصحافي لم يكن سهلاً وقالت: «كنت أرى أن هذه المهنة خاصة بالرجال، وتواجدي كامرأة فيها شيء غريب»، وتضيف:

«بدأت العمل الصحفي العام 2013، وكانت تجربة صعبة جداً وإلى اليوم أواجه الكثير من التحديات والمصاعب سواءً من الأهل أو المجتمع كوني فتاة في مجتمع محافظ وذلك لا يتناسب ورؤية المجتمع»، ولكنها مع ذلك تجزم أنه مع الإصرار المستمر، بدأ المجتمع يتقبل الوضع والكثير من الصعوبات تم تجاوزها.

وعن أبرز الصعوبات التي واجهتها في مشوارها تقول إنها لن تنسى المحنة التي عاشتها عندما تلقت تهديداً من «القاعدة» بعدما سيطر التنظيم المتشدد على مناطق ساحل حضرموت مطلع أبريل من العام 2015. 

وفيما يتعلق بدور الجانب الحكومي في حضرموت تقول واكد، إن نصيب الأسد من العمل الإعلامي يذهب للذكور، لأسباب اجتماعية، حيث لا يزال هناك من يرى أن من الأفضل اختيار الذكور للعمل الصحافي لأنه سيكون متاحاً في كل وقت على عكس المرأة وهذا وفق رؤيتها «اعتقاد خاطئ ومجحف». 

وبالمثل تؤكد الصحافية شيماء جوبح، أنه لم يكن من السهل اختيار العمل في الصحافة لأن الأهل أول من عارض ذلك قبل المجتمع بسبب العادات، إذ إن أغلب المجتمع اليمني يرى أنه من غير المناسب أن تعمل المرأة في مجال الصحافة والإعلام. 

وتستعرض رحلتها في العمل الصحافي وتقول إن أبرز الصعوبات التي واجهتها تمثلت في المجتمع الذي لم يكن يتقبل دخول المرأة مجال الإعلام واختلاطها بالرجال، كما واجهت صعوبات أخرى في العمل من قبل زملائها، مثل الاستخفاف بقدراتها، ونظرتهم لها بأنها ضعيفة، وحجب المعلومات عنها، وتطور الوضع إلى العبث بأوراقها. 

بدورها تؤكد الصحافية مريم بامحرز، أن أكبر الصعوبات التي واجهتها هو كلام الناس وتأثيره على أسرتها التي عارضت عملها في مجال الإعلام، لكنها تؤكد أن المجتمع حالياً أصبح متقبلاً بدرجة أكبر عمل المرأة في مجال الإعلام وبدأت موجة المقاومة بالاختفاء بشكل تدريجي، ولكنها تنتقد موقف الجهات الحكومية في المحافظة، حيث إن وجود الإناث في المؤسسات الإعلامية شبه معدوم.