فيما انتظرت الأوساط الشعبية في اليمن نجاح الجهود الإقليمية والدولية في تجاوز العراقيل التي وضعها الحوثيون أمام اتفاق جديد لتمديد وتوسيع الهدنة، لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار صامداً للأسبوع الثاني على التوالي بعد انتهاء الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة.
ورغم المخاوف من تجدد القتال وخسران كل المكاسب التي تحققت في اتفاق الهدنة الأول، إلا أن الخروقات المنسوبة للحوثيين تم التعامل معها في حدودها، وفق ما أكده مسؤول عسكري يمني لـ«البيان»، وقال إن خطوط التماس الأساسية للقتال ظلت متماسكة وهادئة، خصوصاً بعد مرور أسبوع على انتهاء الهدنة الأولى، وهي جبهات مأرب والحديدة، وهو أمر يعكس الرغبة المشتركة في تمديد الهدنة وحجم التأييد الشعبي الواسع لتوسيعها.
خيار السلام
ووسط هذه الأجواء، تواصل القيادة اليمنية التأكيد على انحيازها لخيار السلام، وقد جدد ذلك رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، خلال استقباله مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية تيموثي ليندركينج، والسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، حيث أكد التزام المجلس الرئاسي، والحكومة، بنهج السلام الشامل والمستدام القائم على المرجعيات المتفق عليها، ودعم جهود مبعوثي الأمم المتحدة، والولايات المتحدة وكل المساعي الحميدة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
اللقاء وهو الثاني خلال أسبوع، استعرض المشاورات الرامية لإحياء مسار السلام المتعثر ومساعي تجديد الهدنة الإنسانية في ظل تعنت الحوثيين. كما ناقش الضمانات والضغوط المطلوبة لدفع الحوثيين للوفاء بالتزاماتهم بموجب إعلان الهدنة، واتفاق استكهولم بشأن فتح طرق مدينة تعز، والمحافظات الأخرى، وسداد رواتب الموظفين من عوائد موانئ الحديدة.
نقاشات
هذه النقاشات أتت غداة لقاء جمع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، مع وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، حيث بحثا المستجدات الميدانية في ظل رفض الحوثيين تمديد الهدنة الإنسانية وتقويضهم لكل جهود السلام، وأوجه التعاون المشترك بين الدولتين في المجال العسكري والدفاعي، وجهود الأمم المتحدة في سبيل تمديد الهدنة، والخطوات والإجراءات المستقبلية للتعامل مع المتغيرات المحتملة. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن الأمير خالد أكد «استمرار التحالف بدعم الحكومة والشعب اليمني، ودفع الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، وتلبية تطلعات الشعب اليمني في السلام والاستقرار».