لم تستسلم الشابة اليمنية يسرى خالد، التي لم تستطع الدخول للجامعة، بسبب الظروف التي أنتجتها الحرب، بل قاومتها وتجاوزت اليأس وكل عوامل الإحباط، وقررت أن تخلق لنفسها مشروعاً يساعد أسرتها على مواجهة متطلبات الحياة، وتمكنت خلال العام الماضي من احتراف صناعة الإكسسوارات من خلال التعلم الذاتي وحققت خطوات نجاح في بيع ما تصنعه. 

تعيش يسرى مع عائلتها في صنعاء، حيث كان والدها يعمل في إحدى شركات الأدوية، ومع الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي انهارت العديد من الشركات الخاصة ومن حافظت على نفسها قامت بتقليص نفقاتها وموظفيها، وكان والدها أحد هؤلاء الذين تم الاستغناء عنهم، فاضطر للذهاب والعمل كمندوب مبيعات بمقابل الحصول على عمولة، لكن العائد كان ضئيلاً في ظل ارتفاع أسعار السلع والارتفاع الكبير في إيجار المنزل، ولهذا واجهت الأسرة ظروفاً غاية في الصعوبة.

وإلى جانب يسرى البالغة من العمر 18 عاماً، هناك ثلاث إناث وثلاثة ذكور بالإضافة إلى والديها، وعند إتمامها المرحلة الثانوية، حاولت البحث عن عمل لمساعدة عائلتها لكن مع القيود المفروضة من قبل ميليشيا الحوثي لم تجد أي أذان صاغية، لكنها لم تحبط بل واصلت البحث عن مصادر رزق جديدة، حيث كانت مغرمة بتصاميم الزينة المنزلية وتعلمت صناعتها وتشكيلها من خلال تطبيق «يوتيوب»، حيث قامت بعمل نماذج من التحف والهدايا ولكن لم تلق رواجاً كبيراً، وتقول «وبينما أنا أشعر بالإحباط وأقلب المقاطع المصورة مر أمامي فيديو خاص بكيفية عمل عقود من اللول، توقفت عنده وشاهدت مقاطعه مرات عدة، وعندها قررت خوض هذه التجربة».

حافز

وتضيف: «اليوم التالي ذهبت لشراء احتياجات عمل العقود لكني لم أتمكن من إجادة تشكيلها من أول مرة ولكنني لم أستسلم بل حاولت كثيراً لمرات عدة حتى أتقنت أول عينة وعرضتها علي خالتي الكبرى، والتي بدورها شجعتني واشترتها مني، فكان ذلك حافزاً لي لعمل عدد أكبر من العقود وبالتصميم نفسه وقمت ببيعها، ومع هذا القبول من الزبائن، تشجعت أكثر وقمت بتصميم أشكال مختلفة ولكنها أكثر دقة».

وعن بداية مشروعها تقول، في بداية الأمر استدنت من والدتي مبلغاً لشراء المواد الخاصة بالعمل وكانت هي من تساعدني في بيع الإكسسوارات، حيث كانت تأخذ ما تنتجه إلى الحفلات والتجمعات النسائية وعرضها على الحاضرات وبيعها، ومع إقبال الكثيرات على شراء العقود التي تقوم بتشكيلها يسرى، أقدمت على خطوة أخرى استخدمت فيها التطور التقني من خلال إنشاء مجموعة على تطبيق «واتساب» تضم كل معارفها وأقاربها من النساء، كما أنشأت حساباً في تطبيق «فيسبوك» وبدأت الترويج لجميع أعمالها.

الجامعة

تتمنى يسرى مساعدة والدها وأن تدخر مبلغاً كافياً حتى تتمكن من الالتحاق بالجامعة، حيث إن رغبتها في دراسة إدارة الأعمال لأنها تعشق العمل التجاري وفي الوقت نفسه تريد الالتحاق بالجامعة، وبهذه العزيمة تتخطى هذه الشابة الواقع الذي فرضته سنوات الحرب، وزادت من صلابتها وإيمانها بنجاح مشروعها الخاص.