استقبلت ميليشيا الحوثي شهر رمضان المبارك هذا العام، بافتعال أزمة غاز خانقة، ارتفعت معها الأسعار إلى الضعف.
كما فرضت جبايات جديدة، وبنسبة 20 % على المعادن والأحجار، والعسل والأسماك تحت مسمى «زكاة الركاز»، وحرمت مئات الآلاف من الموظفين من نصف الراتب الذي كان يصرف في هذه المناسبة من كل عام، منذ أن أوقفت صرف رواتب الموظفين نهاية 2016.
يقول يوسف لـ «البيان» عبر الهاتف، وهو صاحب محل لبيع الدجاج في صنعاء، إن معظم دخله اليومي، على قلته، يذهب إلى جيوب مندوبي الميليشيا، سواء تحت مسمى رسوم البلديات أو ضرائب أو زكاة. ويضيف أنه اضطر إلى تسريح ثلاثة من العاملين لديه، لأنه عجز عن توفير رواتبهم والرسوم التي فرضت عليه، وأنه بات يفكر جدياً في الهجرة والعمل في أي بلد آخر، لأن البقاء أصبح مستحيلاً.
منافذ المساعدات
ولا تقتصر معاناة السكان الذين يعيش معظمهم على المساعدات، التي قلصتها المنظمات الأممية بسبب نقص التمويل، على وقف الراتب، ومضاعفة الجبايات، وتوقف الأنشطة التجارية، بل إنها امتدت إلى سد كل منافذ الحصول على المساعدات الرمضانية.
حيث منعت الميليشيا التجار والميسورين من توزيع الزكاة والصدقات على الأسر المحتاجة بشكل مباشر، وألزمتهم بتسليم هذه المبالغ أو المواد الغذائية، لتقوم هي بتوزيعها، بنظر مشرفيها في الأحياء.
ويقول أحمد، وهو معلم راتبه متقطع منذ سبعة أعوام، إن حجم المعاناة التي يعيشها السكان يصعب وصفها، فأسعار السلع تضاعفت، وحتى نصف الراتب الذي اعتاد الموظفون الحصول عليه في رمضان من كل عام، لم يصرف، وبيّن أن الكثير من الأسر التي يعرفها هو، تخلت عن كثير من الطقوس المرتبطة بشهر رمضان، والوجبات الخاصة بهذا الشهر، وأصبح همهم هو توفير وجبة واحدة لأطفالها.
خفض الحصص
هذه الأوضاع المأساوية، ترافقت مع تأكيد برنامج الغذاء العالمي، أنه سيضطر لخفض الحصص الغذائية التي تصرف شهرياً للمستفيدين، وغالبيتهم في مناطق سيطرة الحوثيين، وقيام الميليشيا برفع أسعار أسطوانة غاز الطبخ من 6 آلاف إلى 8 ألف ريال، فيما يصل سعرها في السوق السوداء إلى 11 ألف ريال، للأسطوانة التي يبيعها الجانب الحكومي للوكلاء في مناطق سيطرة الميليشيا بألفي ريال فقط.
الإجراءات التي لم تراعِ أن نسبة 80 % من السكان في مناطق سيطرة الانقلابيين، يعيشون على المساعدات، امتدت إلى فرض جباية جديدة تحت مسمى زكاة الركاز، وبموجبها يتم تحصيل نسبة 20 % من عائدات المعادن والأحجار والألبان وبيض الدجاج والأسماك وحتى العسل، على أن تصرف هذه المبالغ لصالح من ينتمون إلى سلالة الحوثيين، دوناً عن بقية اليمنيين. وفقاً لما جاء في التعميم الصادر عما تسمى هيئة الزكاة.