فيما هدأت حدة القتال بشكل ملحوظ، أمس، مقارنة بما شهدته الأيام الأولى لوقف النار، من اقتتال عنيف، عبر استخدام المدفعية الثقيلة وتحليق الطيران الحربي، عادت العمليات التخريبية إلى الواجهة.

حيث قالت وزارة الخارجية الأردنية، إن منزل سفير المملكة في العاصمة السودانية الخرطوم، تعرّض «للاعتداء والتخريب»، في حين دعت وزارة الدفاع في السودان، أمس، «كل القادرين على حمل السلاح»، إلى الحصول على سلاح من الجيش، بمن في ذلك العسكريون المتقاعدون.

وشهدت مناطق عدة في العاصمة الخرطوم هدوءاً حذراً منذ الصباح، بعدما دوت أصوات المدفعية في ساعات متأخرة من ليل أول من أمس من منطقة كرري نحو مدينة الخرطوم بحري، إلا أن أزمة قديمة جديدة أطلت برأسها ثانية؛ فقد تفاقمت أزمة الخبز في بعض مدن العاصمة، بسبب شح الدقيق والغاز المستخدم في إنتاجه.

تخريب

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأردنية، أمس، إن منزل سفير المملكة في العاصمة السودانية الخرطوم تعرض «للاعتداء والتخريب».

وأكدت الوزارة في بيان وجود السفير وطاقم السفارة في مدينة بورتسودان، وعدم تعرض أي منهم لأي مكروه.

وقال البيان، إنّ المملكة تدين «كافة أشكال العنف والتخريب وخاصة تلك التي تنتهك حرمة المباني الدبلوماسية، داعيةَ إلى «احترام قواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة».

من جهة أخرى، دعت وزارة الدفاع في السودان، أمس، «كل القادرين على حمل السلاح» إلى الحصول على سلاح من الجيش، بمن في ذلك العسكريون المتقاعدون.

وجاء في بيان الوزارة «توجيه نداء لكل المتقاعدين من القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود، وكل القادرين على حمل السلاح، بالتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم».

وقالت الوزارة، إنّ هذه الخطوة «تأميناً لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم والعمل وفق خطط هذه المناطق».

تحسّن

وعلى الرغم من بعض الاشتباكات المتقطعة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي وقعت خلال اليومين الماضيين، أكدت كل من أمريكا والسعودية أنّ هناك تحسناً في احترام الهدنة من قبل الجانبين.

وأوضحت وزارة الخارجية السعودية في بيان، أمس، أن «المملكة والولايات المتحدة- الراعيتين لاتفاق الهدنة الذي وقع في جدة- لاحظتا تحسناً في احترام اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في البلاد»، لاسيما بعد التحذير الذي وجه إلى كل من القوتين العسكريتين المتصارعتين.

كما لفتت إلى أنه على الرغم من استخدام الطائرات العسكرية وإطلاق النار المتقطع في العاصمة الخرطوم أمس وقبله، إلا أن الوضع تحسن منذ 24 مايو، عندما كشفت آلية مراقبة وقف النار عن انتهاكات كبيرة للاتفاق، شملت استخدام المدفعية والطائرات العسكرية والطائرات بدون طيار بشكل كبير.

فضلاً عن استمرار القتال في قلب منطقة الخرطوم الصناعية، والاشتباكات في زالنجي، ودارفور. في الأثناء، قال الناطق الرسمي للاتحاد الأفريقي في ملف السودان، محمد الحسن ولد لبات، إن الوضع بالسودان سيشهد تطورات خطيرة إذا لم يتم التوصل لاتفاق.

مشيراً إلى أن ذلك سيؤثر سلباً على الدول المجاورة. وأضاف في تصريحات صحافية أن الاتحاد الأفريقي سيعمل على خريطة طريق لإنهاء الأزمة، لافتاً إلى أن قرار السلام بالسودان يعود للمكونين المشتبكين، في إشارة إلى الجيش وقوات الدعم السريع.