ثمة مواقف إيجابية تجلت في خطابات القادة العرب، أمام الأمم المتحدة، داعية العالم، كي يتحرك لحل القضية الفلسطينية، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق مبدأ حل الدولتين، بحسبانه جوهر الحل، إن لم يكن الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة.
ففي كلماتهم، أشار غالبية القادة العرب، إلى أن المعاناة في المنطقة العربية والإقليم، سوف تستمر، إن لم يتحرك العالم، لوضع حد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددين على أهمية أن يجنح الجانبان للسلم، لتجنب الانزلاق إلى البدائل الصعبة، في إشارة إلى المواجهة المكلفة.
في الشارع الفلسطيني، يمنّون النفس، بأن تتوصل هذه المواقف إلى تسوية سياسية، يتمتع بموجبها الفلسطينيون بقدر متساوٍ مع الإسرائيليين، في شتى مجالات الحياة.
حل سياسي
وعلى المستوى السياسي، لا زال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يدرك أن الحل السياسي، وإن كان صعباً، إلا أنه غير مستحيل، وما يزيد من صعوبته أن الخيارات والبدائل، معظمها غير مضمونة النجاح، وخصوصاً خيار اندلاع مواجهة جديدة بين الفلسطينيين وإسرائيل، إذ إن الشعب الفلسطيني وطبقاً لمراقبين ومحللين، غير جاهز ولا راغب بهكذا خيار.
أبو مازن، لا يكلّ ولا يملّ من الدعوة في المنابر الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، لتحقيق مطالب الفلسطينيين، بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، تنفيذاً لحل الدولتين الذي تدعمه الإدارة الأمريكية، وأجمعت عليه الأسرة الدولية، والدول الراعية للعملية السياسية.
ولكن، من وجهة نظر مراقبين، فإن صعوبة تسجيل اختراقات في ملف المفاوضات، تبقي الأمور تراوح مكانها، وإن لم يفت الأوان، للتفكير بحلول خلاقة، للخروج من المأزق الراهن.
مبادرة
ولا ينفك المقربون من الرئيس عباس، عن دعوته لالتقاط أي مبادرة سياسية، وإن كان سقفها أقل من سقف المطالب الفلسطينية، لا سيما في ظل إجماع الكثير من المراقبين، على أن الأوضاع الراهنة غير مؤهلة للمواجهة والتصعيد، وبديل ذلك، هو فقط، الحراك الدبلوماسي، لإعادة الثقة بين الفلسطينيين وإسرائيل، واستئناف العملية السياسية.
وبرأي الكاتب والمحلل السياسي رائد عبد الله، فإن الأمم المتحدة، اتخذت على مدار سنوات عدة، قرارات هامة لصالح القضية الفلسطينية، غير أنها ظلت حبراً على ورق، وما لم تخرج إلى حيز التنفيذ، فإنها ستظل دون نتائج عملية.
يوضح لـ«البيان»: «الأقوال التي نسمعها في قاعات الأمم المتحدة، يجب أن يتردد صداها، وتتحول إلى أفعال، يلمسها الفلسطينيون على الأرض، كي يصبح الحل السياسي مستساغاً، ومقبولاً».
ولطالما لعبت الأمم المتحدة، دور الوسيط في خضم الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكن من وجهة نظر المراقبين، يحتاج الأمر إلى حلول ومبادرات جديدة، وخصوصاً، بعد مرور نحو عشر سنوات، دون مفاوضات بينهما.