خلافات «ملف الأسرى» تهدد استمرار الهدنة في غزة

يسابق الوسطاء الزمن لتجديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة يومين إضافيين، بل وتحويلها إلى وقف إطلاق نار دائم، وذلك بعد أن اتفقت إسرائيل وحركة «حماس» على تمديدها، ليوم إضافي، تنتهي اليوم، عند الساعة 17:00 بتوقيت غرينيتش، وسط خلافات بين الطرفين بشأن «الأسرى».

وقالت قطر، التي تتوسط المفاوضات بشأن الهدنة المؤقتة، إن الطرفين اتفقا على التمديد ليوم واحد، بنفس الشروط السابقة، أبرزها: «وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية». إذ تشترط إسرائيل تمديد الهدنة يوماً، مقابل إطلاق «حماس» سراح «10 أسرى»، بحسب كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي، مارك ريجيف.

وصرّح ريجيف لشبكة «سي.إن.إن» الأمريكية: إن موقف إسرائيل بشأن أي تمديد للهدنة الإنسانية المؤقتة «واضح تماماً»، مضيفاً إنه «مقابل كل يوم تمديد، تطلق «حماس» سراح 10 أسرى».

وترفض «حماس» أن يشمل الاتفاق الحالي أياً من الأسرى الجنود أو الرجال، وتقول إن التفاوض بشأنهم يجب أن يكون في اتفاق مختلف.

وقبل إعلان الاتفاق، قالت «حماس» إن إسرائيل رفضت عرضها بالإفراج عن 7 نساء وأطفال، إضافة إلى جثث 3 آخرين كانوا لقوا حتفهم «في قصف إسرائيلي».

ونقل موقع «أكسيوس»، عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن القائمة الجديدة «تشمل 8 نساء وأطفال، وليس 10 مثلما كان في الأيام الماضية».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، قبيل دقائق من انتهاء الهدنة المؤقتة السارية منذ ستة أيام، أن العمل بالتهدئة سيستمر في ظل مواصلة الوسطاء جهودهم لتمديدها وفق الإطار المنصوص عليه.

وأفاد الجيش في بيان: بأن الهدنة العملياتية ستستمر إلى اليوم، الساعة 17:00 بتوقيت غرينيتش، في ظل جهود الوسطاء لمواصلة عملية إطلاق سراح (الأسرى) وفقاً للشروط المتفق عليها مسبقاً بين الطرفين.

بينما أعلنت «حماس» أنها توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل على تمديد الهدنة السارية ليوم إضافي. وذكرت في بيان: «تم الاتفاق على تمديد الهدنة ليوم سابع، هو الخميس (أمس)»، دون مزيد من التفاصيل.

مفاوضات

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، إن مفاوضين قطريين ومصريين يضغطون، لتمديد جديد للهدنة في غزة ليومين، مع الإفراج عن مزيد من الأسرى الفلسطينيين، وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وقال رئيس الهيئة، ضياء رشوان، إن هناك اتصالات قطرية مصرية، مستمرة لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين، سعياً لوقف إطلاق النار، والإفراج عن مزيد من الأسرى، وإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية أكثر لقطاع غزة. وأوضح أن الجهود القطرية المصرية المكثفة، أسفرت عن تجاوز العديد من العقبات التي كانت تواجه تنفيذ اتفاق الهدنة أمس.

إفراج

في الغضون، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، أنها أطلقت سراح دفعة جديدة من 30 معتقلاً فلسطينياً بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة في غزة، فيما أفادت «حماس» بأنها سلمت الصليب الأحمر أسرى إسرائيليتين في ميدان فلسطين، وسط مدينة غزة، الذي قام بدوره بتسليمهما إلى السلطات الإسرائيلية عبر معبر كارني بين إسرائيل وقطاع غزة، على أن يتم في وقت لاحق تسلم باقي المتفق عليهم من غزة، على أن ينقلوا إلى مصر معبر رفح.

ومنذ دخوله حيّز التنفيذ في 24 نوفمبر الماضي، أتاح اتفاق الهدنة المؤقتة إطلاق سراح 70 أسيراً إسرائيلياً، مقابل 210 معتقلين فلسطينيين، كما أطلقت «حماس»، بمعزل عن الاتفاق، سراح نحو 30 أسيراً أجنبياً، غالبيتهم تايلانديون.

وأكد أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، ليس كافياً، حسبما نشرت الوكالة الألمانية للأنباء.

وكتب غوتيريس على «إكس»: «تجري مفاوضات لإطالة أمد الهدنة، التي نرحب بها بشدة، لكننا بحاجة إلى وقف إطلاق نار إنساني حقيقي». وأضاف أنه خلال الأيام الماضية كان هناك بصيص من الأمل والإنسانية. وتابع: «لكن مستوى المساعدات لا يزال غير كافٍ تماماً لتلبية الاحتياجات الضخمة لأكثر من مليوني شخص. يحتاج المدنيون إلى تدفق مستمر للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى المنطقة وعبرها».

إلى ذلك، تسابق قوات الدفاع المدني في غزة، الزمن، لانتشال أكبر عدد من الجثامين المتحللة، تحت الأنقاض وفوقها، تحسباً لاندلاع الاشتباكات مجدداً، بانتهاء الهدنة المؤقتة.

وصرّح الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لموقع «سكاي نيوز عربية»: إن قوات الدفاع المدني تبذل قصارى جهدها، لإخراج آلاف الجثامين، والمفقودين، أسفل الركام الناجم عن عمليات القصف الإسرائيلي على القطاع.

وتمكنت الفرق، منذ بداية الهدنة المؤقتة من انتشال نحو 300 جثماناً متحللاً، في شوارع، وطرقات مدينة غزة، وشمالي القطاع، لمكوثها فترة طويلة ملقاة دون تمكّن فرق الإسعاف، والدفاع المدني، من الوصول إليها، وانتشالها.

وعلى الرغم من نجاح فرق الدفاع المدني على مدار الأيام الماضية في انتشال بعض الجثامين، أفاد بصل، بأن حجم الدمار في القطاع كبير، لاسيما الطرق، والمباني، نتيجة الاستهدافات المتواصلة التي شهدها القطاع على مدار 50 يوماً تقريباً، تاركة خلفها دماراً هائلاً. وأوضح أن الإمكانات التي تمتلكها فرق الدفاع المدني، ضعيفة، مقارنة بالآلات والمعدات الضخمة التي تحتاج إليها الفرق، لإزالة الكم الكبير من الركام، وإخراج من أسفله.