موجة جديدة من الجرحى تتدفق على مستشفيات غزة المنهكة

استغاث رجل يحمل صبيا مصابا في رأسه الذي ينزف طالبا المساعدة في مستشفى ناصر بجنوب غزة. وبكت فتاة بينما كان أحد المسعفين يفحص عينيها بعد أن وصلت في سيارة إسعاف مع رجل غائب عن الوعي فقد الجزء العلوي من قدمه اليسرى.

وانتظر صبي وجهه مغطى بالدماء العلاج في حالة ذهول.

فبعد ساعتين فقط من انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا بين إسرائيل وحركة المقاومة (حماس)، قالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة إن 32 شخصا قتلوا بالفعل في قصف إسرائيلي.

وأظهرت لقطات لرويترز من مجمع ناصر الطبي، ثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة، تدفقا متواصلا من الجرحى من الأطفال والبالغين بينما يقف آخرون في الخارج ينتحبون بجانب جثث ذويهم الذين فارقوا الحياة في الغارات.

وتقول منظمات إغاثة والأمم المتحدة إنه لم يعد يعمل سوى عدد قليل من المنشآت الصحية في القطاع الذي دكه القصف، وإنها ليست في وضع يمكنها من التعامل مع موجة جديدة من الإصابات.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الخميس "تفتقر المستشفيات في جميع أنحاء غزة إلى الإمدادات الأساسية والأطقم الطبية والوقود لتقديم الرعاية الصحية الأولية على النطاق المطلوب، ناهيك عن معالجة الحالات المستعجلة".

وكان عدد سكان غزة 2.3 مليون نسمة قبل أن تبدأ إسرائيل القصف والغزو البري ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1200 شخص واقتياد 240 رهينة إلى غزة.

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية التي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقا بها إن أكثر من 15 ألفا من سكان غزة قد تأكد مقتلهم، كما أن آلافا آخرين مفقودون ويعتقد أنهم تحت الأنقاض. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 80 بالمئة من السكان ربما فروا من ديارهم.

وأكد ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، إن "أعمال القتال الدائرة أصابت النظام الصحي في غزة بالشلل".

وأضاف للصحفيين في اتصال مصور عن بعد إن غزة "لا تتحمل فقدان مستشفيات أو أسرة مستشفيات أخرى ... نحن قلقون بشدة من استئناف العنف".

 

الأكثر مشاركة