الجيش الإسرائيلي يعلن إغراق أنفاق في غزة لوقف هجمات حماس

أكد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه يقوم بضخ كميات ضخمة من المياه في أنفاق بغزة بهدف تدمير شبكة الأنفاق المترامية تحت الأرض والتي يستخدمها عناصر حماس لشن هجمات على إسرائيل.

وأعلن الجيش في بيان أن "ذلك جزء من مجموعة وسائل ينشرها الجيش الإسرائيلي للقضاء على التهديد الذي تمثله شبكة الأنفاق تحت الأرضية لحماس".

وأفادت دراسة نشرها معهد "مودرن وور إنستيتيوت" في الأكاديمية العسكرية الأمريكية ويست بوينت في 17 أكتوبر، أن هناك 1300 نفق تمتد على مسافة أكثر من 500 كيلومتر في القطاع الفلسطيني.

وتعهد الجيش تدميرها عقب الهجوم المباغت غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية وأدى إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيليّة رسميّة.

وخُطف نحو 250 شخصا خلال هجوم حماس، أطلِق سراح مئة منهم في نوفمبر خلال هدنة، في مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيّين. وبحسب السلطات الإسرائيلية، ما زال هناك 132 رهينة محتجزين في قطاع غزة من بينهم 28 يعتقد أنهم قتلوا.

وردا على ذلك، تعهّدت إسرائيل "القضاء" على حماس وباشرت قصفا مدمرا على قطاع غزة أتبع بعملية برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 26751 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس الثلاثاء.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن العديد من الرهائن الذين خطفتهم حماس في 7 أكتوبر كانوا أو ما زالوا محتجزين في شبكة واسعة من الأنفاق منتشرة تحت قطاع غزة.

وفي ديسمبر، أفادت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش يدرس احتمال إغراق الأنفاق بمياه البحر التي تضخ من البحر الأبيض المتوسط.

لكن خبراء حذروا من أن هذا الخيار خطير ويشكل أخطارا كبيرة على المدنيين المحاصرين في غزة.

ونبّهت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز في ديسمبر من أن ذلك "سيسبب أضرارا جسيمة للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة المتداعية أصلا".

وأضافت "هناك أيضا خطر انهيار مبان وطرق بسبب الضغط المتزايد وتسرب مياه البحر إلى غزة".

من جهته، قال الجيش الثلاثاء إنه يقوم بذلك مع الأخذ في الاعتبار عدم "الإضرار بالمياه الجوفية في المنطقة".

وأوضح أن "ضخ المياه تم فقط في مسارات الأنفاق والمواقع المناسبة".

وأشار إلى أن "هذه الأداة هي واحدة من مجموعة قدرات طورها الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة لاستخدامها في العمليات ضد البنى التحتية لحماس تحت الأرض في قطاع غزة".

وصمّمت شبكة الأنفاق أسفل المنطقة الساحلية بداية كوسيلة للالتفاف على الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ العام 2007 والذي ترافق معظم الوقت مع إغلاق لمعبر رفح.

والمعبر هو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

ومنذ حرب العام 2014 بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، وُسّعت شبكة الأنفاق واستخدمتها حماس بشكل متكرر لتسهيل إطلاق صواريخها.

 

الأكثر مشاركة