بغداد اتهمته بأنه أصبح عامل عدم استقرار للبلاد

إصرار عراقي على إنهاء مهمة التحالف الدولي

عراقيون خلال رفع السيارة التي استهدفتها المسيّرة الأمريكية في بغداد | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت الحكومة العراقية، أمس، أنها مصرّة على إنهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد، مؤكدة قدرة القوات العراقية على مجابهة الإرهاب المحتمل، لا سيما بعدما بات تنظيم «داعش» الإرهابي لا يمثل تهديداً للبلاد كما في السابق، متهمة التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، بأنه تحول إلى «عامل عدم استقرار للعراق».

وأكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شيّاع السوداني، أن الإصرار على انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، يأتي بعدما اكتسبت القوات العراقية من قدرات متقدمة في مكافحة الإرهاب، ولم تعد فلول «داعش» تشكل تهديداً للدولة العراقية.

جاءت تصريحات السوداني خلال استقباله وزير الدفاع الإسباني، مارغريتا روبليس، بحسب ما أوردت وكالة أنباء العراق، التي نقلت من بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، تأكيدات السوداني أن جهوداً تبذل لإبرام مذكرة تفاهم عسكري ثنائي بين العراق وإسبانيا. ووفق البيان، فإن اللقاء شهد استعراض مجمل العلاقات العراقية الإسبانية، والتعاون في مجال الأمن والدفاع، والشراكة على مختلف الصعد.

وثمّن السوداني الدور الإسباني ضمن جهود بعثة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في العراق، منوهاً بأن المذكرة هي جزء من اتفاقية الشراكة الشاملة التي نوقشت مع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، فضلاً عن التعاون في مجالات أخرى، وإسهام الشركات الإسبانية في تحديث البنى التحتية ومشروعات التنمية في العراق.

فيما أبدت روبليس تقديرها الدعم العراقي للمشاركة الإسبانية ضمن بعثة حلف «الناتو»، وأكدت التزام بلادها بالشراكة مع العراق، واحترام كل ما تقرره الحكومة في بغداد إزاء مهام التحالف الدولي.

وألمحت روبليس إلى استمرار الجهود مع وزارة الدفاع العراقية، لإتمام مذكرة التفاهم الثنائية مع العراق، التي تشمل تعاوناً أمنياً، وعسكرياً، وكذلك في مجال الصناعات الحربية.

في الغضون، أكد الناطق باسم القوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تحول إلى «عامل عدم استقرار للعراق»، غداة عملية اغتيال أمريكية لقيادي في فصيل مسلح، بواسطة مسيّرة استهدفت سيارته في بغداد.

وقال إن تكرار القوات الأمريكية «كل ما من شأنه تقويض التفاهمات»، يدفع الحكومة العراقية، أكثر من أي مضى، إلى إنهاء مهمة التحالف الدولي. وأضاف، إن الضربات الأمريكية «تهدد السلم الأهلي، وتخرق السيادة العراقية»، وأضاف: إن «هذا المسار يدفع الحكومة العراقية، أكثر من أي وقت مضى، إلى إنهاء مهمة التحالف، الذي تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق، ويهدد بجر العراق إلى دائرة الصراع» الإقليمي.

وأفاد رسول، في بيان، بأن القوات الأمريكية تكرر «بصورة غير مسؤولة، ارتكاب كل ما من شأنه تقويض التفاهمات، والبدء بالحوار الثنائي»، موضحاً أنها أقدمت على «تنفيذ عملية اغتيال واضحة المعالم، عبر توجيه ضربة جوية وسط حي سكني من أحياء العاصمة بغداد، بطريقة لا تكترث لحياة المدنيين، وللقوانين الدولية».

وشدد رسول على أن «التحالف الدولي يتجاوز تماماً الأسباب والأغراض التي وجد من أجلها على أرضنا».

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة تبنت عملية اغتيال، القيادي في حزب الله العراقي، أبو باقر الساعدي، وأفادت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم»، في بيان، بأن الضربة جاءت «رداً على الهجمات على جنود أمريكيين»، أدت إلى مقتل قيادي كان مسؤولاً عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات ضد القوات الأمريكية في المنطقة.

Email