رفح تترقب الاجتياح البري ونتانياهو يتحدى التحذيرات

فلسطينيون يحاولون الخروج إلى رفح حيث لم يبق مكاناً آمناً| إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تترقب مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، والتي يتكدس فيها أكثر من مليون نازح فلسطيني، اجتياحاً برياً يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مصمم على شنه، متحدياً كل الأصوات العربية والدولية المحذرة من تداعياته الكارثية.

وتضاعف عدد سكان هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الساحلي، بالقرب من الحدود المصرية، بأكثر من خمسة أضعاف في الأسابيع الأخيرة، مع وصول مئات آلاف الفارين من الحرب.

وفي استمرار لهذه الأصوات، جددت مصر تحذيرها أمس، من «عواقب وخيمة» لأي هجوم على رفح القريبة من حدودها. وقالت الخارجية المصرية في بيان «طالبت مصر بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح». وأضافت الوزارة إن القاهرة حذرت «من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، لا سيما في ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة».

تجنب الكارثة

وحضت فرنسا إسرائيل على وقف المعارك في غزة تجنباً لـ«كارثة»، مبدية قلقها الشديد بعد الضربات الإسرائيلية التي طاولت رفح. وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في بيان إن «هجوماً إسرائيلياً واسع النطاق على رفح سيؤدي إلى وضع إنساني كارثي ذي أبعاد جديدة وغير مبرر»، مضيفاً «بهدف تجنب كارثة، نكرر دعوتنا إلى وقف المعارك».

وأشارت باريس إلى أنّ «رفح هي اليوم مكان يلجأ إليه أكثر من 1,3 مليون شخص»، موضحة أنّها «أيضاً نقطة عبور حيوية لإيصال المساعدات الإنسانية لسكّان غزة»، وفقاً لمساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية.

ممر آمن

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن جيشه سيضمن ما أسماه «ممراً آمناً» للمدنيين قبل الهجوم المرتقب، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية أمريكية بُثّت أمس. وقال نتانياهو «النصر في متناول اليد. سنفعل ذلك. سنسيطر على آخر كتائب حماس، وعلى رفح، وهي المعقل الأخير».

وتابع «نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي».

تفكيك حماس

وردّ نتانياهو على المنتقدين القلقين بشأن مصير المدنيين في حال شنّ هجوم على رفح، قائلاً «أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقاً، يقولون لنا في الواقع إنّنا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك».

وقال نتانياهو إن هناك «عدداً كافياً» من 132 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة في غزة يبرر استمرار الحرب. ورداً على سؤال عن عدد الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، قال إن العدد «كاف لتبرير نوع الجهود التي نقوم بها». وأضاف في مقابلة مع برنامج «هذا الأسبوع» الذي تبثه الشبكة الأمريكية «سنفعل أقصى ما بوسعنا لاستعادة جميع الأحياء، وبصراحة، جثث الموتى أيضاً».

مقتل أسيرين

وقال الجناح المسلح لحركة حماس، أمس، إن اثنين من الأسرى الإسرائيليين قتلا وأصيب ثمانية آخرون بإصابات خطيرة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة خلال آخر 96 ساعة. وأضافت إن «أوضاعهم تزداد خطورة في ظل عدم التمكن من تقديم العلاج الملائم لهم»، محملاً إسرائيل «المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء المصابين في ظل تواصل القصف».

Email